أكد شهود عيان ان قوات الامن السوري اقتحمت بلدة بداما بالقرب من الحدود السورية التركية أمس السبت وأحرقت منازل المتظاهرين واعتقلت 70 شخصا في اطار هجوم عسكري واسع النطاق لقمع احتجاجات بدأت قبل ثلاثة شهور، فيما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان بلادها تنوي زيادة العزلة الدولية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد الامر الذي سيحول سوريا الى دولة منبوذة. ونقلت وكالة "رويترز" للانباء عن المحامي سارية حمودة من تلة مطلة على البلدة قوله "الامن السوري جاء في الساعة السابعة صباحا الى بداما بتسع دبابات وعشر ناقلات أفراد مصفحة و20 سيارة جيب وعشر حافلات" وأضاف "شاهدت الشبيحة يطلقون النار على منزلين." وتقع بداما على بعد كيلومترين من الحدود مع تركيا في منطقة جسر الشغور التي فر منها الالاف الى تركيا بعد هجمات الجيش التي تهدف الى قمع احتجاجات على حكم عائلة الاسد الممتد منذ 41 عاما. ويذكر انه ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا بنيران قوات الأمن السورية إلى 25 شخصا، وذلك في مظاهرات خرجت الجمعة في العديد من المدن السورية، منها دمشق وحمص وحماة وحلب واللاذقية والبوكمال والقامشلي ودرعا وبانياس. نحو عزلة دولية وفي سياق متصل ،أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان بلادها تنوي زيادة العزلة الدولية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مشيرة الى ان الأسد أظهر وجهه الحقيقي من خلال تبنيه الأساليب القمعية التي "تمارسها حليفته إيران؟". وكتبت هيلاري في مقال بعنوان "لا عودة إلى الوضع السابق في سوريا "نشرته أمس السبت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، "مع استمرار القمع العنيف في سوريا أظهر الرئيس الأسد أن اهتمامه بالتشبث بسلطته أكثر من اهتمامه بشعبه". وقالت كلينتون في اشارة الى الحملة الحكومية العنيفة لقمع الاحتجاجات بسوريا "لقد بات من الواضح ان الرئيس الأسد قد قرر خياره". وأشارت كلينتون الى انه ينبغي ألا يكون هناك أي شك في طبيعة الاحتجاجات في سوريا، مؤكدة ان أبناء الشعب السوري، شأنهم شأن التونسيين والمصريين والليبيين وغيرهم من أبناء الشعوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يطالبون بحقوقهم المعترف بها دوليا. وذكرت انه إذا كان الرئيس الأسد يعتقد أن الاحتجاجات استثارها محرضون من الخارج، كما ادعت حكومته، فإنه على خطأ. وتابعت قائلة "صحيح أن بعض الجنود السوريين قتلوا، ونحن نأسف لفقدان أرواحهم أيضا. لكن الأكثرية الساحقة من الإصابات والضحايا كانت بين المدنيين العزل من السلاح" وأضافت ان "حملة القمع العنيفة التي يمارسها الرئيس السوري ادت إلى تقويض مزاعمه بأن يكون مصلحا، مشيرة الى انه كان يقدم التعهدات والوعود لسنوات، ولكن كل ما يهم الآن هو أفعاله". وتابعت كلينتون قائلة "فإذا كان الرئيس الأسد يعتقد أنه يستطيع المضي في ما يقوم به دون عقاب لأن المجتمع الدولي يأمل في تعاونه في القضايا الأخرى، فهو أيضا مخطئ في هذا. ومن المؤكد أنه يمكن الاستغناء عنه وعن نظامه". وتابعت قائلة ان سوريا تتجه نحو نظام سياسي جديد والشعب السوري هو الذي يجب أن يصوغ هذا النظام. وأكدت كلينتون ان الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب الشعب السوري وحقوقه العالمية وتدين تجاهل نظام حكم الأسد لإرادة مواطنيه وما أسمته "التدخل الماكر" لنظام الحكم الإيراني في الشأن السوري.