الطوابير تتحدى الجائحة للظفر بالوجبات الجاهزة إقبال كبير للجزائريين على محلات الفاست فود يبدو أن إدمان الجزائريين على الوجبات السريعة بدّد الخوف من انتقال عدوى كورونا بحيث ورغم الإجراءات الاحترازية المطبقة عبر محلات الإطعام السريع والتي فرضت البيع المحمول للوجبات ومنع الدخول إليها إلى جانب تقليص ساعات العمل عبر غالبية الولايات وغلقها عند الساعة الثالثة زوالا فقد تمّ تسجيل طوابير طويلة عبر محلات الفاست فود أكدت الإدمان الكبير للجزائريين على الوجبات الجاهزة وأنواع السندويتشات واستبعدوا الخوف والذعر الناجمين عن وباء قاتل وفتاك. نسيمة خباجة ألف العديد من الجزائريين التزود بالوجبات الجاهزة خارج المنزل بحكم العمل والدراسة وبعد ظهور الوباء اختلطت بعض الحسابات بين من يتخوف من الأكل خارج المنزل وبين من انزعج من منع الأكل داخل محلات الإطعام السريع وبين لاهث وراء الظفر بالسندويتشات مهما كلفه الأمر بسبب الإدمان الكبير لمختلف الشرائح العمرية على السندويتشات والأكلات الجاهزة. طوابير طويلة عبر الفاست فود لاحظ الكل الوجبات المحمولة والمتنقلة عبر أيدي المواطنين بمجرد الإعلان عن منع الدخول لمحلات الفاست فود والسماح ببيع الأكل الجاهز والمحمول إلى جانب الطوابير الطويلة والزحمة التي شهدتها محلات الإطعام السريع وكأن تلك الطوابير تتحدى الوباء ومالت الكفة للإدمان على مختلف الوجبات السريعة التي ألفها كثير من الجزائريين من شرائح البيتزا إلى الشوارما وغيرها من السندويتشات وارتاح أصحاب تلك المحلات لمستوى الإقبال بعد أن تخوفوا من توقف النشاط بسبب الشروط التي أملتها الحكومة تطبيقا للإجراءات الاحترازية وسهروا على توفير شروط التعقيم لعدم التعرض إلى الغرامات والانذارات الشفوية من دوريات الامن ولجان الرقابة. وبذلك كانت البيوت فضاءً بديلا للتزود بالسندويتشات بعد منع الدخول لمحلات الفاست فود تطبيقاً للإجراءات الاحترازية. الوجبات الجاهزة لا تنقل كورونا يرى خبراء الأمراض المعدية وسلامة الأغذية أن تناول الطعام الجاهز آمن على عقود من البحث حول الفيروسات التاجية المتنوعة والتي تم تحديدها لأول مرة لدى البشر في الستينيات. وقال أستاذ في جامعة روتجرز في نيوجيرسي الأمريكية دون شافنر: أعرف أن الناس قلقون لكن بناء على ما نعرفه حتى الآن عن الفيروس من الآمن تناول الطعام المعد في المطاعم طالما يتم الالتزام بالاحتياطات الملائمة خاصة غسل اليدين . وأوضح أستاذ الطب في قسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت وليام شافنر: على الرغم من أن (كورونا المستجد) جديد علينا فإن فيروسات كورونا الأخرى ليست كذلك واستنادا إلى الدراسات التي أجريت على هذه الفيروسات لم يتم التوصل إلى أي معلومات تؤكد انتقال العدوى بالغذاء . وأشار إلى فيروس كورونا ينتشر بصفة أساسية عن طريق قطرات الرذاذ المتطايرة أثناء السعال أو العطس وإذا كنت تقف بالقرب من شخص مصاب أثناء عطسه أو سعاله من المحتمل أن تدخل قطرات الرذاذ إلى الممرات الأنفية والأغشية المخاطية. أو إذا قمت بلمس سطح عليه قطرات الرذاذ ثم قمت بلمس عينك أو أنفك أو فمك يمكن أيضا أن تنتقل إليك عدوى كورونا وكل هذا يعني أن انتقال الفيروس من خلال الطعام غير محتمل بصورة كبيرة وأضاف شافنر أنه على ما يبدو أن الفيروس يتعلق بالخلايا في الأجزاء العلوية من الأنف وهو مكان لا يمر من عليه الطعام والفيروس الذي يجد طريقه إلى الجهاز الهضمي سيقتل بواسطة الحمض الموجود في المعدة. من جانبها أكدت أيضا أخصائية التغذية المسجلة في كلية التمريض بجامعة فيلانوفا في بنسلفانيا إليزابيث ميلز أن الطبخ في درجات حرارة عالية يكفي لقتل الفيروسات وأضافت ما نعرفه عن فيروس كورونا هو أنه سلسلة من الحمض النووي الريبي RNA محاطة بقشرة بروتينية ويتم تشويه هذا البروتين أو إفقاده وظيفته البيولوجية عند تعرضه للطهي وأوصى الخبراء المطاعم التي لا تزال تقوم بخدمة التوصيل المنزلي بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية مثل ارتداء قفازات وكمامات وبقاء العاملين المرضى في المنزل حتى يتعافوا تماما بالإضافة إلى غسل اليدين بصفة متكررة وتطهير الأسطح باستمرار في المطابخ التي تعد فيها الوجبات الجاهزة.