خوفاً من انعدام شروط النظافة بها جزائريون يهجرون محلات الفاست فود بسبب كورونا شاع في وقت سابق عدم احترام العديد من محلات الإطعام السريع أو الفاست فود لشروط النظافة وزادت مخاوف كثير من المواطنين في هذه الآونة بالذات وامتنعوا على ارتياد تلك المطاعم تزامناً مع انتشار فيروس كورونا خوفاً من انعدام النظافة وتقديم وجبات غير صحية و سندويتشات ملوثة فلا يختلف اثنان على أن وضع غالبية تلك الأماكن كارثي جداً حتى قبل ظهور الفيروس فما بالنا في مثل هذا الوضع الخطير الذي نعيشه والذي يهدد فيه الفيروس القاتل الكل بحيث ألغى العديد من المواطنين التزود بالأكلات الخفيفة في وجبة الغذاء من هناك على غرار العمال تجنباً لأي طارئ صحي. نسيمة خباجة يفضل بعض الجزائريين الجوع على أن يصابوا بأي وعكة صحية وما زاد من بلة الطين هو انتشار فيروس كورونا الذي يعد من بين عوامل الإصابة به عدم احترام مقاييس النظافة ذلك الشرط الذي لا نجده عبر كثير من محلات الإطعام السريع التي تكون أغلبها في وضعية كارثية ما أدى إلى هجرة المواطنين هجرة جماعية خوفاً من عدم نظافة الوجبات والأطباق المقدمة هناك وهو ما يهدد بدوره أصحاب تلك الأنشطة بالغلق والإفلاس بعد فقدان زبائنهم المعهودين. شروط نظافة غائبة ما أدى إلى فقدان ثقة الزبون من تلك المحلات هو غياب شروط النظافة منذ زمن بعيد ولا يتعلق الأمر بظهور فيروس كورونا فقط إلا أن الاختلاف يكمن في أن درجة الخوف قد ازدادت لدى المواطنين وأصبحوا يحسبون لخطواتهم ألف حساب لاسيما فيما يخص مأكلهم ومشربهم فالفم هو طريق لحمل الفيروس أيضا كما أكده الأطباء الأمر الذي دفع بالعشرات من العمال ومختلف الشرائح الاجتماعية إلى التوقف عن التزود بالوجبات عبر محلات الإطعام السريع تجنبا للمرض والعدوى. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد أرائهم حول الموضوع وبهذا الصدد تقول السيدة حليمة في العقد الرابع إنها لا تحبذ التزود بوجبة الغذاء من هناك وتضطرها الظروف أحيانا إلى الأكل عبر محل ما إلا أنها تختاره جيدا خصوصا أن اغلب تلك المحلات تفتقد لشروط النظافة وحتى العمال لا يلتزمون عادةً بالأطقم المخصصة لذلك النشاط فلا يستعملون القبعة ولا القفازات التي تضمن نظافة الوجبات وعن الظرف الراهن ورعب كورونا قالت إنها تمتنع عن الأكل عبر الفاست فود وتفضل تعويض وجبة الغذاء ببعض الفواكه على غرار الموز والبرتقال والتفاح وحبات من التمر حتى تعود في المساء إلى منزلها وتأكل مما تطبخه يداها وتضمن نظافته وكذلك الأمر مع أبنائها وزوجها بحيث أوصتهم بعدم الأكل خارج المنزل في هذه الأيام مع الرعب الحاصل وأضافت أنها سوف تستمر على السلوك حتى ترى التغيير نحو الأفضل عبر تلك المحلات وتجد عمالاً بأطقم بيضاء وقبعات وقفازات وطاولات نظيفة مخصصة للأكل يفوح منها ماء جافيل ليس كما هو الحال حاليا مع انتشار الذباب والجراثيم المجهرية وبقايا الطعام على الطاولات وهو الأمر الذي صادفته كم من مرة وجعلها تتقزز من تلك الأماكن على الرغم من أن الأكل خارج المنزل رفقة الأصدقاء والأحباب هو سلوك جد إيجابي لنسيان الضغوطات وتحقيق الراحة النفسية في مكان هادى لكن ما هو حاصل أبعد الكثيرين عن تلك الأماكن. أحد المواطنين ما إن سألناه حتى أكد أن الأمر لا نقاش فيه وسوف لن يتزود بالوجبات هناك خصوصا مع الظروف المحيطة بتلك الأماكن وسرد لنا أنه في مرة طلب من النادل تقديم فنجان من القهوة وما إن ناوله الفنجان حتى ظهر الاتساخ على حوافه لاسيما أنه فنجان زجاجي ابيض وما كان عليه إلا إعادة القهوة للنادل ومغادرة المحل فورا وأضاف أن شروط النظافة تغيب فعلا عن اغلب محلات الإطعام السريع كما أن عمالها لا يلتزمون بالهندام المخصص للعمل مما يُبعد الزبائن عنهم. الغلق يهدد محلات الفاست فود مع تراجع عدد الزبائن تزامنا وانتشار فيروس كورونا ازداد تخوف أصحاب تلك النشاطات وظهرت بعض محلات الإطعام السريع مغلقة خصوصا أن فيروس كورونا أعاد ضبط حسابات الجزائريين فيما يأكلونه وأضحوا ينتقون أكلهم جيدا لضمان الوجبات الصحية وهو ما لا توفره أغلب تلك المحلات وحسب ما كشفته بعض عدسات الكاميرات ورددته أفواه المواطنين فإنه مؤخرا وعبر محل للإطعام السريع تمّ الوقوف على كارثة تتلخص في نشر الغسيل _ ملابس العمال _ فوق أفران تحضير الوجبات من أجل تجفيفها وما تكشفه لجان الرقابة في كل مرة من كوارث تؤكد عدم احترام شروط ومقاييس النظافة عبر تلك المحلات على الرغم من خطورة وحساسية تلك النشاطات التي تتعلق بالصحة العمومية وتكون النتيجة تسممات بالجملة ناجمة عن التسيب والإهمال وعدم احترام شروط النظافة والمخاطرة بصحة الزبائن ورفع شعار الربح بكل الطرق. أواني جوتابل حل مؤقت أكدت مصادرة مسؤولة بوزارة الصحة والسكان ضرورة استعمال أواني جوتابل ورقية وبلاستيكية عبر محلات الفاست فود والتخلص منها بعد استعمالها للمحافظة على صحة المواطنين واستعمال المنظفات والمطهرات بأماكن تحضير الوجبات وضمان كل شروط النظافة خاصة أنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى بؤر للإصابة بالتسممات الغذائية بسبب الوجبات التي تنعدم فيها شروط النظافة وانتشار الجراثيم واللحوم الفاسدة وبقع الدماء في كل مكان الأمر الذي جعلها من بين النقاط المهمة التي تركز عليها السلطات الصحية للحفاظ على صحة المواطنين وعدم المراهنة بسلامتهم بحيث تم توجيه تعليمات بضرورة استعمال أواني جوتابل أي يتم رميها بعد أول استعمال سواء كانت كؤوساً أو صحوناً بلاستيكية من أجل عدم استعمالها مرة أخرى واحتمال نقل الفيروس من إنسان مريض بكورونا إلى آخرين وعلى الرغم من أن الكثير من أصحاب تلك المحلات وجدوا في ذلك القرار سبباً لمصاريف جديدة وميزانية إضافية إلا أنها شرط ضروري في استمرار النشاط وضمان صحة الزبائن. ضرورة توفير شروط النظافة يلاحظ الكثيرون غياب شروط النظافة عبر محلات الإطعام السريع وهو ليس أمراً جديداً لكن بالإمكان استعادة ثقة الزبائن وإعادتهم إلى تلك المحلات بتوفير وجبات نظيفة لاسيما في الظرف الراهن في ظل الرعب الذي أفرزه فيروس كورونا العالمي وتحقيق النظافة يكون بالتزام العمال بهندامهم وقبعتهم وقفازاتهم إلى جانب نظافة المكان والأواني والطاولات ومطبخ المحل بكل تلك الشروط سوف نضمن معيار النظافة عبر محلات الفاست فود وسوف تُستعاد ثقة الزبائن بعد فقدانها.