"المقيمون" يوقفون أربعة أشهر من الإضراب الأطبّاء يعودون إلى العمل·· والأمل للمرضى! عاد الأمل لآلاف المرضى بعد أن قرّر الأطبّاء المقيمون أخيرا تعليق إضرابهم واستئناف عملهم انطلاقا من اليوم الأحد وذلك بعد قرار اجتماع تمّ عقده يوم الخميس الماضي بمستشفى (بارني) في العاصمة ليضعوا بذلك حدّا للشلل الذي شهدته مختلف مستشفيات الوطن طيلة حوالي 4 أشهر خصّصت للاحتجاجات، المسيرات واللقاءات الماراطونية مع وزارة الصحّة والتعليم العالي، غير أنهم لم يتمكّنوا من نيل كافّة المطالب المرجوّة في الوقت الذي أحدث فيه الإضراب اضطرابات أدّت إلى تذمّر المواطنين المرضى· ويتردّد حديث هذه الأيّام حول إمكانية حدوث سنة بيضاء نظرا للفترة الطويلة التي دام فيه الإضراب دون أن يتمكّن المقيمون من مزاولة دراستهم· وحسب البيان الصحفي الصادر عن التكتّل المستقلّ للأطبّاء المقيمين والذي تحصّلت (أخبار اليوم) على نسخة منه فإن قرار تعليق الإضراب واستئناف العمل انطلاقا من اليوم جاء بعد التشاور مع كافّة المقيمين عبر التراب الوطني، ليتقرر تعليق الإضراب المفتوح ابتداء من يوم الأحد 15 شعبان 1432 هجرية الموافق ل 17 جويلية 2011 ميلادية· وأضاف البيان أن هذا القرار - وعكس ما روّجت له الوزارة لم يتّخذ بصفة فردية لكن جاء بإجماع وطني وبطريقة شفافة تبعا لاستفتاء شامل أجري الأسبوع الفارط تماما كما كان دأب المقيمين منذ بداية الحركة الاحتجاجية يوم السابع من مارس الماضي· وذكر البيان أيضا أن تعليق الإضراب يأتي بالتزامن مع موسم الصيف والعطل الإدارية ما يجعل استمرار الإضراب المفتوح بلا جدوى، ومن جهة أخرى فإن تقلّص عدد الأطباء العاملين في المستشفيات العمومية يصل إلى الحد الأدنى، وبذلك فروح المسؤولية وضمير الأطباء المقيمين المهني يدعوهم للعودة إلى مناصب عملهم لضمان استمرارية التكفل الصحي بالمريض الجزائري الذي هو اليوم بأمس الحاجة إلى خدمات الأطباء، فبعد نضال وإضراب دام أكثر من 111 يوم تخللته عشرات الاعتصامات، عدة مسيرات، مشاركات في أشغال مختلف اللجان والهيئات، والكثير من الضغوط والتهديدات التي تعرض لها هؤلاء· وبالرغم من الجدل الذي أثير على مستوى القطاع الصحي والمجتمع المدني حول المشكل المحوري المتمثل في قانون الخدمة المدنية، يندد المقيمون بتجاهل المسؤولين الذين لا يزالون يتهرّبون من فتح نقاش جدي وبناء يهدف إلى إعادة النظر في هذا القانون المجحف والفاشل - حسب رأيهم، بما يفضي إلى إيجاد بديل ناجع يضمن تغطية صحية عادلة وفعالة عبر التراب الوطني· ويضيف المقيمون من خلال بيانهم انه "يجدر بنا التأكيد أنه رغم جدار الصمت الذي واجهتنا به الوزارات المعنية، إلاّ أن المقيمين الجزائريين لم يهملوا يوما مرضاهم ولم يتخلّوا عن مسؤولياتهم بل استمرّوا - رغم الضغوط - في رفض إيقاف المناوبات والعمل بالحد الأدنى إيمانا منهم بواجبهم تجاه المريض الجزائري"، مضيفين أنه رغم المكتسبات المحققة بالمصادقة على القانون الأساسي وبعض المطالب البيداغوجية فإن بقّية مطالبهم ونضالهم لم ولن تتغيّر، خصوصا ما تعلّق بالخدمة المدنية لأنه يصب مباشرة في مصلحة المريض المغلوب على أمره· وختم البيان باعتزام الأطبّاء المقيمين التمسك بحقّهم في استئناف حركتهم الاحتجاجية في حال وقوع أيّ تجاوزات أو صدور عقوبات ظالمة في حق أي مقيم جزائري، وكذا عدم التجاوب مع بقية المطالب المشروعة التي تم طرحها مرارا· ويتداول وسط الأطباء شبح السنة البيضاء الذي يعد أمرا واردا بالنظر إلى مرور 4 أشهر دون أن يمكن الأطباء المقيمون من إتمام مقرّرهم الدراسي· من جهتهم، عبّر المرضى عن ارتياحهم للقرار الأخير الصادر عن أصحاب المآزر البيضاء الذين عادوا من جديد إلى مقرّات عملهم بعدما شلّوا المستشفيات لمدّة أربعة أشهر في الوقت الذي علّقت فيه العديد من العمليات الجراحية والمواعيد الكشفية للعديد من المرضى خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية حرجة ومستعصية يتطلّب العناية بهم دون تأخير