10 محطات بارزة في مسيرة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي.. الغائب الحاضر حلت الأسبوع الماضي الذكرى الثالثة والعشرون لوفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي والذي وافته المنية في يوم 17 جوان عام 1998 حيث تم تشييعه في مشهد جنائزي مهيب داخل مسقط رأسه بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية في مشهد اسدل الستار علي مسيرة لعامرة لواحد من أبرز رموز الوسطية والذي تعلقت به وعقول ملايين المسلمين في مختلف بقاع الأرض.. - سيرة ومسيرة وقد رصد موقع مشروعات قدوة 10 محطات بارزة في مسيرة إمام الدعاة بالقول ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م ودخل المعهد الثانوي الأزهري وزاد اهتمامه بالشعر والأدب وحظي بمكانة خاصة بين زملائه فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق. وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية لم يُرد استكمال مسيرته التعليمية ولم يرغب في الالتحاق بالجامعة إلا أن والده أصرّ على إكماله الدراسة في الأزهر وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م. وقد اختار فضيلةُ الإمام الشعراوي استكمال الدراسة في تخصص اللغة العربية لتكون بابَه إلى جميع العلوم الشرعية علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّن في فنون اللغة العربية وملكاتها كالنحو والصرف والبديع ونظم الشعر والخطابة وطلاقة اللسان ووضوح البيان. وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم وتدبّر آياته وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة حتى صار الإمامُ علامةً فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديث وصار الناس ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم. وللشيخ مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة لاسيما الشباب منهم. وفي كل مكان مرّ عليه الشيخ أو منصب تقلده كان له فيه عظيم النفع والأثر في مصر وخارجها ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك. وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ وأقر رأيه ومنع نقل المقام من مكانه واستشاره في بعض شئون توسعة الحرم المكي الشريف وأخذ بمشورته. ومن أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م وشغله عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م ومجمع اللغة العربية ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م. إضافة إلى العديد من المناصب التي عُرضت عليه واعتذر عنها تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين. وللشيخ مؤلفات علمية عديدة منها: معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة. وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة وفي خدمة الإسلام والمسلمين توفي الشيخ رحمة الله تعالى عن عمر يناهز السابعة والثمانين في 22 صفر 1419ه الموافق 17 جوان 1998م.