كرة القدم/الكأس الجزائرية الممتازة-2024 (مولودية الجزائر- شباب بلوزداد): مرشحان في رحلة البحث عن أول لقب للموسم    الدراجات/ طواف الجزائر2025: الطبعة ال25 عبر ولايات شرق و جنوب الوطن    تنظيم الطبعة ال 19 للصالون الوطني للتشغيل والتكوين المتواصل والمقاولاتية من 8 الى 10 فبراير بالعاصمة    "الأونروا" تحذر من مخاطر تعرض مئات آلاف الفلسطينيين في غزة للبرد القارس    الكويت تجدد موقفها الثابت الداعم للشعب الفلسطيني    رئيس جنوب افريقيا يؤكد استمرار بلاده في الوقوف مع الشعب الفلسطيني    الفريق أول شنقريحة يزور حوض بناء السفن " ڨوا شيبيار ليميتد" في ثاني يوم من زيارته إلى الهند    عطاف يجري محادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني    المواطنون الراغبون في أداء مناسك العمرة مدعوون لأخذ اللقاحات الموصى بها    رئيس الجمهورية يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره التشيكي    صيدال: الاطلاق المقبل لمشروع انتاج المادة الأولية للعلاجات المضادة للسرطان    مهرجان الصورة المؤسساتية: تتويج 14 فيلما مؤسساتيا بجائزة أفضل الإبداعات السمعية البصرية في مجال الأفلام المؤسساتية    صيدال: الاطلاق المقبل لمشروع انتاج المادة الأولية للعلاجات المضادة للسرطان    السيد عطاف يجري محادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني    الجوية الجزائرية/الديوان الوطني للحج : اتفاقية لنقل الحجاج وفقا لآليات تنظيمية ورقمية متطورة    تجارة: مراجعة شاملة للإطار التشريعي وتوسيع الاستثمار في المساحات الكبرى    التدابير الواردة في قانون المالية لسنة 2025 تهدف إلى تحسين مناخ الأعمال في الجزائر    مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 27 : تسليم محور قسنطينة خلال الثلاثي الرابع من 2025    وفاة المجاهد و الخطاط عبد الحميد اسكندر عن عمر ناهز 86 عاما    حيداوي يبرز جهود الدولة في التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة    المنازل الذكية تستقطب الزوّار    إبراهيموفيتش يكشف سبب رحيل بن ناصر    مسلوق يتعهّد باحترام رزنامة المباريات    راموفيتش مدرباً لشباب بلوزداد    تعويضات للعمال المتضرّرين من التقلبات الجوية    الجيش الوطني يسترجع أسلحة وذخيرة    صوت المريض    تنفيذ تمارين افتراضية بالجلفة    بذرة خير تجمع الجزائريين    بوغالي يجدّد رفضه للائحة البرلمان الأوروبي    عطاف يُحادث فيدان    إبراز التراث الأدبي والديني للأمير عبد القادر    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    شاهد حي على همجية وبربرية الاحتلال الفرنسي    ترامب يفتح جبهة صراع جديدة    مع فرضية غير واقعية    خط سكة الحديد الرابط بين العبادلة وبشار يوضع حيز الخدمة قريباً    سايحي يلتقي نقابة البيولوجيين    كرة القدم/ كأس الجزائر: تأجيل مباراة اتحاد الجزائر-نجم مقرة ليوم الاثنين 10 فبراير    مناجم: تنصيب مدير عام جديد للشركة الوطنية للأملاح    أمطار رعدية مرتقبة بعدة ولايات جنوب البلاد ابتداء من يوم الخميس    ندوة تاريخية للتأكيد على همجية وبربرية الاحتلال الفرنسي    اليمين المتطرّف الفرنسي في مرمى النّيران    "الأميار" مطالبون بتحمل مسؤولياتهم    صب منحة رمضان في حسابات مستحقيها قبل منتصف فيفري    استعادة الأراضي غير المستغلّة وتسريع استكمال المباني غير المكتملة    تأسيس جمعيات للتنشئة السياسية لفائدة الشباب    الجزائر تحتضن مؤتمر الاتحاد الإفريقي    "أباو ن الظل".. بين التمسّك والتأثّر    معرض لفناني برج بوعريريج بقصر الثقافة قريبا    ندوة وطنية عن المعالم والمآثر بجامعة وهران    رياض محرز يشدد على أهمية التأهل إلى كأس العالم    المبدعون من ذوي الاحتياجات الخاصة يعرضون أعمالهم بالجزائر العاصمة    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    الإذاعة الثقافية تبلغ الثلاثين    هذا موعد ترقّب هلال رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسجد روبرتسو بستراسبورغ أنموذجاً
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 06 - 2021


المساجد.. تاريخ وحضارة أصالة وتراث
مسجد روبرتسو بستراسبورغ أنموذجاً
مساهمة: الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون *
تزخر دول العالم بأسره بسلسلة من المساجد والجوامع والمصليات وقاعات الصلاة الشاهد حي على هذه المؤسسات المسجدية وانتشار الإسلام بها بشكل ملحوظ ومتسارع من حين لأخر.
مساجد ومؤسسات بقيت شامخة على مدى قرون من الزمن ومنارات مشعة دينية وحضارية تربوية وإجتماعية تروي قصص نشأتها تأسيسها وبناؤها وترسيمها ورسم أكبر صور التعايش السلمي والتآخي لنشر تعاليم ديننا الحنيف والتسامح مع الساكنة والتواصل مع الآخرين وفتح جسور التآخي للحوار السلمي وحسن الجيرة خاصة بعدما توسع إنتشار الإسلام عبر عديد الدول الأوروبية وتحول عدد كبير منها إلى معالم تاريخية سياحية وأثرية يقصدها الزوار من كافة أرجاء المعمورة.
ومن خلال مقالنا سوف نتطرق إلى التعريف بمساجد فرنسا عموما ومدينة ستراسبورغ بمنطقة الشرق الكبير بالألزاس عاصمة الإتحاد الأوروبي خصوصا لما تملكه هاذه المؤسسات المسجدية من خصوصيات ومميزات تشتهر كل منها بإسمها المنفرد بها.
ومن خلال بحثنا وتنقيبنا في عديد الجهات والبحوث تبين أن أغلب الدراسات تبين بوضوح غياب تواريخ نشأتها وتأسيسها الرسمية وإختفاء عديد آثار من المساجد التاريخية بفعل عدة عوامل سواء طبيعة كوراث حروب أو تجاهل وطمس إلخ....
وعليه نحاول من خلال فقرات هذا التقرير التالي المبسط قدر الإمكان والمفصل حسب ما تحصلنا عليه من معلومات مستقات من هنا وهناك نسأل الله التوفيق والتمكن من إيصال المعلومة الصحيحة والتعريف السليم لتوفير المادة العلمية لطلبتنا وباحثتنا وفقهم الله في مشوار دراستهم بتسليط الضوء على بعض هذه المساجد التي أصبحت أثرية تاريخية تحكي عبق نشأتها التي لاتزال شاهد حي على تاريخ المنطقة العابق بالعراقة والأصالة والأتفة التي زرعها الأباء والأجداد من سلفنا الصالح رحمة الله عليهم جميعا.
تمهيد:
البداية على بركة الله من ستراسبورغ تحتضن فرنسا عددا كبيرا من المسلمين والمساجد حيث يمثل الدين الإسلامي الديانة الثانية بعد المسيحية الكاثوليكية الرومانية من حيث عدد السكان أما من حيث دور العبادة فتحتل المساجد المرتبة الثالثة بعد الكنائس البروتستانتية.
وكأنموذج على سبيل المثال لا الحصر مع مسجد روبرتسو وجمعية الضفتين الثقافية التِوأم الروحي المكمل لبعضهم البعض ولا يمكن أين منهم الإستغاء عن الأخر.
لا بأس أن نستذكر معا الدور الذي يجب أن يقوم به المسجد في المجتمع المسلم إذ إن من أهم عوامل نجاح أمتنا في قيادة الإنسانية الرشيدة الحكيمة وبناء حضارة يشهد لها أعداؤها قبل أبنائها هو عامل المسجد والحركة الجمعوية بما يمثله من مركز إشعاع علمي وحضاري فهو مدرسة وجامعة فكرية وعلمية وإجتماعية إستمرت في إخراج أساتذة وعلماء للإنسانية في العلوم النقلية والعقلية على حد سواء منذ قرون من فقهاء ومفسرين ومحدثين وعلماء في الطب والهندسة والرياضيات والفلسفة والفلك والأدب وغيرها من علوم الدين والدنيا.
مسجد روبرتسو الرمز الفريد من نوعه من حيث موقعه الإستراتيجي بالمدينة ومكانته بين الساكنة ومختلف فعاليات المجتمع وبذلك معية جمعية الضفتين. قطب إشعاع حضاري تنويري وتوعوي أنموذج يشاد وبفتخر به.
إذ من حلم جمعية الضفتين الثقافية الذي راود طاقمها لسنوات خلت إلى حقيقية تجسيده وبناء المسجد بحي روبرتسو.
في وقتنا الحاضر يصعب الحديث عن بناء أحد أهم الصروح الثقافية المؤسساتية المسجدية خارج الديار العربية والشعوب الإسلامية عموما وبأروبا بالآلزاس ستراسبورغ عاصمة الإتحاد الأوروبي بفرنسا خصوصا. ومن بين هاته المرافق الخدماتية في حياة الفرد والجالية الإسلامية مسجد روبرتسو أنموذجا يضرب به المثل من حيث كونه مرفق عام ومن حيث طاقمه وعلى رأسهم السيد الرئيس الأستاذ شكري الحاج شعيب المرشد الموجه الديني الموسوعة العلمية التاريخية لعقود من الزمن بستراسبورغ والتراب الفرنسي.
تواريخ وشواهد محطات ومراحل:
مسجد روبرتسو. مسجد مضاف برقم أخر لقائمة مساجد ستراسبورغ بالأزاس عاصمة الإتحاد الأوربي. يتسع حاليا كمرحلة أولى لخمسمائة 500 مصلي على أمل التوسع مستقبلا بتزايد المصلين وعدد السكان.
بداية محطات هاته التواريخ الشاهد حي المنقوشة في الذاكرة والذي ستبقى متوارثة من جيل لأخر مستقبلا. بتعاقب السنين تاريخ يوم 21 مارس 2012 هذا التاريخ الذي طمأن ساكنة الحي ومحبي المسجد بمشاهدتهم لإعلان إنطلاق أشغال المشروع مشاهدة أثلجت صدورهم وزرعت فيه السكينة ببهجة منتظرة لرؤية حلم سلفهم بتحقق ويكون لهم مسجد بحيهم يفتخرون ويتباهون به..
ومنه يحل تاريخ يوم23 مارس 2012 تاريخ لاصق متجدد كل لحظة وثانية كونه تاريخ وضع الحجر الأساسي لبناء المسجد من طرف رئيس الجمعية الأستاذ الحاج شعيب شكري رفقة مهندس الأشغال السيد سينار سوملي. وتاريخ يوم 31 جويلية 2012 زيارة ميدانية للمشروع. تقدم وتيرة أشغال مسجدهم متسارعة
20/02/2014 تاريخ زيارة ورشة الأشغال من طرف المهندس أنطوان أزيول. Architecte-Antoine Oziol.
تعاقب التواريخ بسنوات منتظرة بشغف وترقب حل الموعد المرتقب على أعصاب تاريخ ظهيرة يوم الخميس17 شعبان 1436 الموافق ل04 جوان 2015. الظهيرة المشمسة بنور ساطع بالمكان وبالقلوب نور سطع وأضاء الحي عبر كل أركانه نور مشع لا ينطفئ ليل نهار على مدار السنة. يوم فرحة وبهجة لا تضاهيها أية فرحة مهما كانت قيمتها وأهميتها كون أن عظمة الحدث هو تحقيق الحلم الذي وعدوا به وبناء مسجد مكان عبادة لتمكين الساكنة من الصلاة فيه بكل أرحية وفي كل وقت مفروض للصلاة وإقامة باقي الشعائر والعبادات. يوم تاريخي منقوش في الذاكرة وبكل رقعة ومكان لا يمحى ولا ينسى. تاريخ يوم إفتتاح مسجد روبرتسو بحضور عميد مدينة ستراسبورغ ومثلوا الدول والهيئات الداعمة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمملكة المغربية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية الأمانة العامة للأوقاف الكويتية وغيرهم.
المسجد الذي حلم به سكان الحي وانتظروه بفارغ صبر لسنوات خلت لتجنب مشقة التنقل للصلاة في المساجد لاسيما كبار السن والعجزة. خاصة أن أقرب مسجد قريب من حيهم هو المسجد الكبير الذي دشن سنة 2012 ويبعد عنهم بكيلو مترات شاقة. كان حضور قوي عبر كل جهات المكان بالحي حضور لآجله أغلق جزءا من الطريق وتحويله لوجهة أخرى للتمكن المارين من التنقل والتحرك بكل حرية وذلك لمدة التدشين ووقت الإحتفال بالحدث تدشين مبهر لفت إنتباه العديد من الشخصيات والهيئات والمؤسسات كونه مفتوح للجميع كما سجلته وتناقلته مختلف وسائل الإعلام والمواقع.
دور المسجد:
جاء المسجد ليقوم بدوره كباقي المساجد بأرجاء المعمورة بفتح أبوابه لكافة الجاليات الإسلامية دون إستثناء بإختلاف ألوانهم وجنسياتهم وألسنتهم للقيام بشعائرهم الدينية من عبادة صلاة وقراءة القرآن وحضور مختلف المناسبات والأعياد والدروس الملقاة والمحاضرات المنظمة من الحين للأخر والفينة والأخرى.
كما يقوم المسجد بتربية الفرد تربية روحية وأخلاقية وتربيته على إلتزام وإحترام المواعيد. وعلى النظافة والطهارة.
في حياة المجتمع يقوم بتربية المجتمع على أساس الوحدة وعدم التفريق بينهم:
فالمسجد للجميع فلا يفرق بين أبيض وأسمر وبين غني وفقير وبين متعلم وغير متعلم فالمسجد يجعل أفراد المجتمع كلهم سواسية لا يعتدى فرد على حق فرد آخر وهذا ما يسمى الآن بحقوق الإنسان.
تربية المجتمع على الشورى والتحاور:
فالمسجد مكان للتشاور في الأمور الدينية والدنيوية ما يخدم الفرد والمجتمع والأسرة والتحاور فيما بينهم وإعطاء الرأي الأصح فذلك يجعل المجتمع متشاورا متحاورا ومتقاربا في ما بين عناصر أفراده.
ففي المسجد يتعرف الغني على الفقير ويقدم له المساعدة اللازمة أو عن طريق صناديق الزكاة.
نشر المعرفة والعلم بين أفراد المجتمع:
فالمسجد منبر لطرح المواضيع العلمية الحياتية بجانب المواضيع الدينية فينتج مجتمع متعلم ومثقف.
الجانب العلمي التربوي:
أصبح مسجد روبرتسو مركز نشاط إجتماعي وثقافي وعلمي يضم مكتبة بسيطة جيدة ومتنوعة بعنوانين تمكن القارئ من الإستفادة منها وقت الحاجة.
يقدم المسجد دروسا متنوعة فيما يتعلق بأمور حياة الناس عامة وجملة من المعارف المتنوعة.
أصبح مسجد روبرتسو وجمعية الضفتين مقرا جد مهم بالحي لتوجيه الشباب عامة والمراهق خاصة لما يتطلبه الأمر في تكوين الأسرة المسلمة الصالحة بكل وسطية وإعتدال بعيد عن أي شكل من التطرف بمحاربة العنف وباقي الآفات الإجتماعية المضرة بالجميع والمخلة بالآداب.
بات المسجد مركزا إعلاميا ساهم في تقديم ما تتطلبه ظروف حياة الفرد والجميع المعاصرة. بتقديم رسالة إجتماعية وروحية عظيمة الشأن في حياة المسلمين يوحد صفوفهم وتماسكهم وإلتفافهم حول دينهم الحنيف دين الصفح والتسامح والتعايش السلمي ويهذب نفوسهم ويوقظ عقولهم منورا قلوبهم عند عتمة الزغللة لا سمح الله.
مركزا للجميع لتمكين الجالية من ممارسة طقوسهم بكل أريحية في حالة جيدة وتركيز الجهود على الشباب والتقرب منهم لربط صلة التواصل ليكونوا خير خلف لخير سلف ويسير الأبناء على درب نهج الأباء بعقل سليم ونية صافية وبنية قوية خالية من الأمراض والآفات ومن الحقد والكراهية والبغض وما حرم الله وحرمته شريعتنا الغراء.
دور المسجد في مساعدة المساجين وتوعيتهم:
يقوم المسجد بمساعدة المساجين بمسنادتهم بالكتب الإسلامية وتنظيم الأعياد وشهر رمضان وتوقيت الصلاة.
مشايخ وأعلام ببصمات خالدة منقوشة في الأذهان:
حل بالمسجد مجموعة أئمة ومشايخ بمستوى عالي قاموا بتنشيط ندوات ومحاضرات ودروس مختلفة في شتى المواضيع والميادين قراءات. نشاطات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مرور الدكتور محمد ناجح والدكتور رمضان عبد المعز الشيخ مصطفى بن مالك والدكتور إدريس الفهري نائب الرئيس وعميد جامعة القرويين بفاس بالمغرب والمقرئة الأستاذة هاجر بوساق مفتكة المرتبة الأولى في مسابقة القرآن العالمية بماليزيا صاحبة الحنجرة الذهبية والصوت الشجيء التي أمتعت الحضور وشنفت مسامعهم بتلاوتها العطرة بمختلف المقامات لاسيما حفل المولد النبوي الشريف.
إضافة إلى الحملات الخيرية الإنسانية لفائدة الجالية السورية مساعدة للأهالي الأسر المعوزة.
عادات وتقاليد متوارثة على خطى السلف:
من العادات والتقاليد سلسة الأذكار والورد اليومي لقراءة الحزب الراتب من القرآن الكريم. إذا يحرص المسجد برواده ومصليه على قراءة الحزب في حلقة تضم جمع من المصلين عقب كل صلاة مغرب في تلاوة خاشعة مشعة بنور يثلج الصدور وتهدأ له النفوس بسكينة وطمأنينة.
الأعياد والمناسبات:
على غرار باقي المساجد والمؤسسات يحي المسجد مناسبتي عيد الفطر والأضحي بإقامة الصلوات وخطبتيها وإحياء مولد الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه بأمسيات فنية روحية يخصص لها نشاط بالمناسبة بدعوى مقرئين ومنشدين ومختصي السماع الصوفي منها على سبيل المثال فرقة الأصالة المغربية بقيادة الأستاذ نورش.
النشاط الديني والاجتماعي لشهر رمضان
يتميز شهر رمضان بطقوسه وعاداته وتقاليده المتنوعة والمتعددة التي تتباين وتتقارب وتختلف بعض الشيء من مجتمع مسلم لآخر مع الإحتفاظ بالعامل المشترك بين كل المسلمين عامة في شتى البقاع ألا وهو الجانب الروحي والإيماني.
للمسجد خلال شهر رمضان الفضيل برامج وأهداف مسطرة متنوعة منها على سبيل الذكر لا الحصر.
تمثلت هذه النشاطات في فتح المسجد كعادته لصلوات المفروضة بما فيها الجمعة لما لها من أهمية وخصوصية. أولها تقديم موعظة يومية قصيرة بعد صلاة العصر كما خصصت دروس ومحاضرات نهاية كل أسبوع أمسية الأحد. بعد صلاة العصر نشطها بعض الأساتذة من بينها محاضرة الأستاذ نورالدين العايدي إمام خطيبة الجمعة التي حضرناها بعين المكان بعنوان اليمين الحق والتمسك به وتجنب النفاق.
فتح مداومة هاتفية يومية من الظهر للعصر لإستفسارات الجالية والرد على أسلتهم فيما يتعلق بدينهم وفرائضهم وحياتهم.
مواقيت الصلاة ومواعيد الإمساك والإفطار:
كون أن الآذان ممنوع بفرنسا فإن المصلي لا يعرف مواقيتها في موعدها المحدد إذ يعتمد على نفسه ولتسهيل الأمر ومساعدة المسلين والصائمين إذ يقوم المسجد بواجباته الدينية منها إعداد منشورات لمواقيت الصلاة والإفطار والإمساك ونشرها وتوزيعها بين المسلمين والمصلين عامة.
في الجانب الاجتماعي الخيري التضامني:
قام المسجد بتوزيع 65 خمسة وستون وجبة يومية (وجبة إفطار الصائم) خصصت للطلبة سلمت لهم بمقر إقامتهم بالمركز الجامعي بالحي وثلاثة مائة 300 إفطار خصصت لطلبة لينغوشايم.
ومساعدات عينة مختلفة إضافة إلى مبالغ زكاة الفطر لمئات المحتجين المعوزين.
كما قام المسجد بالشراكة مع جميعة مغرب رولياف ألزاس لوران ( Association Maroc Relief Alsace Loraine) برئيسها السيد عبد الرحمن– رفقة مجموعة من المتطوعين المجندين رجال ونساء بجمع المواد لإعداد 130 قفة للعائلات المعزوة الفقيرة
لفتة تضامنية إنسانية
في بادرة إنسانية قام المسجد بتوزيع 160 مائة وستون وجبة للصائمين المساجين بستراسبورغ –بمساعدة الأخ رمزي المرشد الديني المهندس للعملية والمحرك الرئيسي لها أومونية بسجن ستراسبورغ.
الجانب الثقافي:
تكملة لمحطة التواريخ وأجندتها المؤرشفة ودعما لنشاطات صرح مسجد الروبرتسو حلت الأفراح مجددا يوم 03 ماي 2019 لتعلن عن إفتتاح مركز جمعية الضفتين الثقافية.
عرف المسجد والمركز بعرض البرامج المسطرة في شقها الثقافي التربوي التنويري على مدار السنة بجلسات أمسيات روحانية مع العلماء الأجلاء للتخلص من كل الهواجس وإفراغ الشحنات المثقلة لكاهلهم بالإستعداد النفسي في هذا الصرح بتنظيم ندوات ومحاضرات وقراءات المقرئين من مشايخ القرآن الكريم. كما خصت النساء بحصتهم في البرنامج المخصصة لهن.
مركز مكمل لما يقوم به المسجد بجانب كبير وقسط وفير في هذا الجانب بحيث هو مدرسة شاملة للتثقيف الفكري والتوعوي والتحسيسي. مركز إشعاع علمي منير بنور ساطع.
مركز يخلق التلاحم بين الأمة وبين العلماء فضاء جامع للحوار والتحاور بين كوكبة الأساتذة المتعاقبة عليه بمحاضراتهم العلمية لتلاحم الناس فيما بينهم ومع مختلف الشعوب.
ومن أهم النشاطات التي قام مركز الضفتين في أوج عطائه. سلسلة محاضرات ذات قيمة علمية أكاديمية دينية في شقها الروحي ومحاضرات نوعية في شموليتها توعوية تحسيسية تنويرية منها: بعنوان المنظمات الأوروبية في ستراسبورغ للدكتور محمد آمين الميداني- ظاهرة التطرف وإشكالية التعرف للدكتور سرغيبني أحمد أستاذ قانون.
ومحاضرة كيف نحارب العنف في عصرنا هذا كيف تكون مواطن نشيط وإيجابي نشطها الدكتورة مريم مازك محاضرات لقيت تجاوبا وإستحسان بحضور قوي لكلا الجنسين.
أما في جانب الشراكة والتنسيق قامت بإقامة معرض لجمعية كلمة الآلزاس Calima Alsace بعنوان واجب الذاكرة لتاريخ الهجرة.
نشاط التعاون للتخطيط والشراكة:
من ضمن سلسلة هاته النشاطات يقوم بجلسة تعرف بفطور الصباح جلسة يتم فيها إستضافة شخصيات وفعاليات بمختلف أنواعها من مؤسسات علمية وتربوية وجمعوية متنوعة لعديد الناشطات والأهداف يتشاور الجميع حولها بتقديم ملاحظاتهم وأرائهم وما يمكن تقديمه والمساهمة به في سبيل الرقي بالحي والحفاظ عليه لاسيما في الجانب الشباني والمراهق.
نشاط الطفولة والشباب:
لم ينس المسجد ومركز الضفتين تخصيص جانب وحيز كبير للأطفال بنشاطات تربوية تعليمية هادفة وترفيهية من ألعاب وتسلية في شكل كرماس وتجمع الأهالي والأسرة بمرافقة أبنائهم في جو مفرح ومرح.
مركز جمعية الضفتين الثقافية في ومضة:
بحلول مطلع شهري ماي 2021 أطفأ مركز جمعية الضفتين شمعته الثانية بكل فخر وإعتزاز بعد سنيتن حافلة بالنشاط المثمر والحركة الثقافية المتنوعة بمختلف الفعاليات والمناسبات.
هي جمعية ثقافية ناشطة لتجسيد أهدافها المسطرة صرح أضيف للمسجد مدعوم بجسر مطل بشرفة على بهو الساحة جاء لدعم تركيبته المعمارية بفنون زخرفية عربية مغاربية وبلمسات أوروبية الهندسة صممت بأسلوب يمزج بين المعاصرة وأصالة فن العمارة الإسلامية لربط مختلف الفنون والتصاميم بنكهة تبهر زائرها وتسر ناظرها من بعيد وتستقطبه للولوج إلى أدراجها والتعرف عليها والتمتع بألوانها الممتعة وأشكالها المتنوعة الثرية.
ليلعب دور فعال بمشاركة جميع الجهات بالتأكيد على العمل سويا بفتح المكان للحوار بين الأديان والتعبير عن القيم الجماعية للإحترام بين الجميع من تسامح وإنفتاح تام.
بهذا الصرح الثقافي المتميز الذي جاء ليدعم التقارب بين مختلف الثقافات والتعريف بأنوار الإسلام ووجهه الحضاري.
كان هذا مسجد روبرتسو ومركز جمعية الضفتين الثقافية بستراسبورغ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.