يعاني سكان شارع أحمد بوزرينة بالقصبة السفلى من كارثة إنسانية تكاد تفتك بهم إن استمرت الحالة على ما هي عليه، نتيجة الرائحة القاتلة التي تصدرها النفايات الكثيرة المرمية أمام إكمالية أوريدة مداد والتي تقابل مباشرة سوق أحمد بوزرينة، هذه النفايات مكونة مجملا من فضلات البائعين الذين ينشطون على مستوى هذا السوق خاصة من بائعي اللحوم الحمراء والبيضاء وأيضا تجار الخضر والفواكه فكل هؤلاء يرمون بنفاياتهم في ركن صغير أمام المؤسسة التربوية وملاصقا تماما لإحدى العمارات التي لم تعد تتحمل هذه الأزمة التي تعيشها منذ سنوات طويلة، ورغم الشكاوى العديدة التي تقدمت بها العائلات إلى البلدية ومصالح النظافة بمنطقتها إلا أن الأمر قد يتناقص في أيام قليلة ثم يعاود الظهور بشكل كبير بعد ذلك· السكان يلقون باللوم على عمال النظافة في بلديتهم الذين لا يقومون -حسبهم- بعملهم بصفة كاملة حتى أنهم لا ينظفون المنطقة بشكل يومي ويتركون الأوساخ تتراكم فوق بعضها دون أي اهتمام بصحة المواطنين، أما عمال النظافة من جهتهم فيرمون بالتهمة على تجار السوق الذين لا ينظمون أنفسهم ويرمون بفضلاتهم في الأرض رغم وجود حاوية في هذا الركن المعد لجمع الأوساخ، بل أحيانا يتعمدون رميها من بعيد وهم المتسبب الأكبر في هذه الكارثة والتجار هم كذلك يهربون من نسب هذا السلوك لهم، إذ يقول أغلبهم إن الحاوية الصغيرة الموجودة بهذا المكان لا تكفيهم، وبالتالي فمن الطبيعي أن تسقط الفضلات في هذا المكان فوق بعضها وتشكل شبه جبل من الأوساخ التي تؤذي المارة والسكان· حتى المؤسسة التربوية التي ارتاح تلاميذها وعمالها من الرائحة الكريهة التي يعيشونها طول العام وهم في أقسامهم، بفعل العطلة السنوية، فإنهم سيعودون إلى عيش نفس المأساة بحلول العام الدراسي المقبل، ولم يجد القائمون على إدارة هذه المدرسة حلا لهذا المشكل ولم تفدهم الشكاوى المقدمة لدى بلدية القصبة، فدائما هذه الأخيرة تعد بالحل وتجتمع مع مكتب النظافة الموجود بهذا الحي وتلزمهم بأداء عملهم وجمع النفايات المتراكمة، وفعلا قد ينظف المكان ليوم واحد أو يومين ثم سرعان ما تعود الأمور إلى ما كانت عليه فتجار السوق لن يتوقفوا عن رمي الأوساخ، لا العمال ينظفون هذا المكان يوميا ولا البلدية ستغير مكان رمي النفايات إلى ركن آخر بعيد عن السكان المدرسة فحسبها لا يوجد حاليا مكان آخر في القصبة لاستقبال نفايات هذا السوق الذي سيظل يرمي فضلاته في نفس المكان رغم أنها تشكل خطرا حقيقيا بالنسبة للسكان واللتلاميذ ولكل المحلات المجاورة في هذا المكان الذي لا يخلوا أبدا من الباعة على الأرصفة الذين يعرضون بعض المواد الغذائية والفواكه قرب هذه المفرغة· وللإشارة فإن حي باب الجديد بالقصبة العليا يشهد هو الآخر نفس الأزمة وربما أخطر بسبب نفايات مستشفى آيت إيدير لطب الأعصاب الذي يرمي هو الآخر فضلاته الطبية في ركن ملاصق تماما لمدرسة إبراهيم فاتح التي تعبت مديرتها من الذهاب والإياب على بلدية القصبة دون حل يذكر، فإن المدرستين مهددتان حاليا بكارثة إن لم تحل هذه الأزمة قبل الدخول المدرسي المقبل·