تشهد الجزائر منذ حلول شهر رمضان الفضيل تنافسا حادّا بين الجمعيات الخيرية والمنظّمات الوطنية على العمل الخيري منذ بداية شهر رمضان الكريم تكريسا لمبدأ التضامن والتكافل الاجتماعي من خلال فتح مطاعم (الرّحمة) وتوزيع قفّة رمضان، وتبدو الكشافة الإسلامية الجزائرية أبرز (جمعية خيرية) إن صح الوصف على الإطلاق، سواء من النّاحية النّوعية أو الكمّية· ويفضّل الكثير من الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الانخراط في هذا الجوّ المتميّز والتطوّع بجهدهم وبوقتهم وفي بعض الأحيان بأموالهم لأداء مهمّتهم على أكمل وجه· وسطّرت الكشّافة الإسلامية الجزائرية برنامجا خاصّا بالعمليات التضامنية خلال شهر رمضان هذه السنة، حيث فتحت 80 مطعما للرّحمة على مستوى عدّة بلديات من الوطن وستوزّع 4490 قفّة، كما برمجت توزيع 330900 وجبة على العائلات· وتعتمد هذه المنظّمة لإنجاح هذه العملية على 1763 متطوّع يومي و48400 شهري· وتدير الكشّافة 21 مطعما عبر ولاية الجزائر لوحدها لتحتلّ بهذا المرتبة الأولى على الإطلاق بالمقارنة مع الولايات الأخرى، وتأتي كلّ من ولايتي المسيلة وسطيف في المرتبة الثانية ب 6 مطاعم لكلّ منهما· ومن ناحيتها، قامت جمعية (ستارت) لطلبة المدرسة العليا للدراسات التجارية بجمع مساعدات عينية قدّرت بأكثر من 14 ونصف طنّ من المواد الغذائية وانطلقت في توزيعها ابتداء من عشية شهر رمضان على 150 عائلة معوزة بالعاصمة وضواحيها· ففي هذا الإطار أكّدت الرئيسة المندوبة للجمعية السيّدة شهيناز قير أن الجمعية المتكوّنة من طلبة المدرسة (150 متطوّع) قامت بجمع هذه المساعدات من الواجهات التجارية الكبرى بالعاصمة، حيث اعتمدت على (طريقة جديدة) تقوم على اتّصال الشباب المتطوّع المباشر مع الزبائن الذين يتردّدون على هذه الواجهات وإقناعهم بالتبرّع بجزء من مشترياتهم لفائدة المعوزين، وأوضحت في هذا الإطار أن هذه الطريقة (أثبتت نجاحها منذ 2007، حيث نظّمت الجمعية عملية مماثلة لصالح جمعية نساء في شدّة جمعت خلالها 9 أطنان من المواد الغذائية وأدوات النّظافة)، ونظّمت عملية أخرى في 2010 لصالح نفس الجمعية وجمعت آنذاك 10 أطنان من المواد الغذائية وأدوات النّظافة· وحرصت هذه الجمعية - التي تأسّست في 1994 - خلال توزيعها لهذه المساعدات على العائلات الفقيرة تضيف السيّدة قير على الحفاظ على كرامة المستفيدين وعدم التشهير بهم· ومن الجمعيات التي تركت بصمتها في مجال العمل الخيري خصوصا في رمضان وفي الأعياد الدينية الجمعية الخيرية للتضامن والإحسان لحي الينابيع ببئر مراد رايس، حيث دأبت منذ أكثر من ستّ سنوات على فتح مطعم الرّحمة بنفس الحي، كما تقوم بإحصاء العائلات المحتاجة إلى إعانات مادية· وحسب أمين خزينة الجمعية السيّد علي بولرواح فإن هذه الجمعية ذات الطابع الخيري تستقبل يوميا ما يقارب 200 شخص على مائدة الإفطار في مطعم الرّحمة المتواجد بحي الينابيع، مشيرا إلى أن عملهم في هذا المطعم يقوم على احترام مبدأ النّظافة والحرص على تقديم أحسن الوجبات للمتردّدين عليه من مختلف الفئات، وفي سياق حديثه عن احترام النّظافة أكّد أن القائمين على الطبخ خضعوا للمراقبة الطبّية، كما تحتفظ الجمعية بعيّنات من الأكل المقدّم لإخضاعها للتحليل في حال ظهور حالة تسمّم·