أرغم تَواصُل أعمال الشغب في لندن لليوم الثالث على التوالي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون على قطع إجازاته في إيطاليا ليترأس اجتماع لجنة الطوارئ أمس الثلاثاء بحضور قيادات الشرطة ووزيرة الداخلية ونائب رئيس الوزراء للتعاطي مع العنف وفوضى الشغب في عدد من دوائر لندن وبرمنغهام، كما امتدت أحداث الشغب لتصل إلى مدينة ثالثة هي ليفربول. وكان مشاغبون في منطقة هاكني بشرق لندن قد هاجموا مساء الاثنين عناصر الشرطة وأضرموا النار في عدد من المحلات التجارية والسيارات والشاحنات، وأفاد شهود عيان ان اندلاع أعمال التخريب في هاكني جاءت بعد توقيف وتفتيش الشرطة شابا ضمن صلاحياتها، وسرعان ما تجمع رفاق الشاب حتى بدأوا يرشقون عناصر الشرطة بالزجاجات الفارغة، وتحولت فيما بعد الى اضطرابات أوسع في المنطقة ولم تستطع الشرطة السيطرة على المشاغبين في الوقت الذي كانوا فيه يكسرون واجهات المحلات ويشعلون النار فيها. وامتدت عدوى الشغب إلى جنوب شرق لندن في لويشام وبيكام وكرويدن في الجنوب، وشهدت منطقة باترسي في جنوب غرب لندن أحداث نهب لمحلاتها التجارية، وكانت في معظمها لمحلات بيع الملابس الرياضية والإلكترونيات ومحلات السوبر ماركت. ودعا تيم كودوين المسؤول المؤقت عن شرطة سكوتلاند يارد من خلال كلمة له الآباء للاتصال بأطفالهم ومساعدة ضباطه للسيطرة على الوضع وقال: أناشد الآباء لمعرفة مكان أطفالهم، هناك العديد من المتفرجين في الشوارع يعوقون عمل الشرطة لمواجهة المجرمين. وأشارت الشرطة إلى احتجاز أكثر من 250 شخصا وتمت إدانة خمسة وعشرين منهم بالإضافة الى إصابة العشرات منها 20 إصابة كانت في صفوف ضباط الأمن، والحصيلة قابلة للزيادة في الساعات المقبلة. ولأول مرة انتقلت عدوى أعمال السلب والنهب إلى برمنغهام فكانت نسخة متطابقة لما تشهده لندن من اضطرابات وحرق ممتلكات عامة وخاصة. وكانت شرارة أحداث الشغب أطلقتها واقعة قتل شاب أسود يدعى مارك دوغان في منطقة توتنهام برصاصة مسدس أحد ضباط الوحدة المسلحة في شرطة سكوتلند يارد، وتبين أن دوغان كان مسلحا أيضا، ونظم أهله ورفاقه مسيرة الى مقر مخفر للشرطة لمعرفة سبب مقتل دوغان لكن الشرطة حسب أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية لم يتصلوا بأي أحد لإعطاء تفاصيل الحادثة ولا حتى متحدث من الشرطة لمخاطبة المحتجين. وقال أحد المشاركين إن مسيرتهم اخترقت من قبل مجرمين لاستغلالها لارتكاب أعمال نهب وسلب فتحولت الى مسيرة عنف وشغب وسطو طالت عددا من المباني التجارية والشقق إذ احترقت بناية سكنية فقدت على إثرها 26 عائلة مأواها. ووعدت وزيرة الداخلية تيريزا ميي التي قطعت إجازتها الصيفية أيضا بإلقاء أقسى العقوبات على المدانين بارتكاب أعمال الشغب. وتعرضت الشرطة لانتقادات حادة لعدم منعها هذه الاضطرابات بالرغم من التحذيرات السابقة وعدم جاهزيتها للتدخل مبكرا لوقف أعمال الشغب. وتعطي إضرابات لندن انطباعا سيئا عن المدينة التي ستستضيف الألعاب الأولمبية في صيف العام المقبل وتطرح عدة تساؤلات عن فاعلية الشرطة لتأمين سلامة أكبر تظاهرة رياضية على مدى 17 يوما.