أعاد انتحار مهاجر في سجن فرنسي إلى الواجهة النّقاش الدائر منذ مدّة حول الطريقة المهينة التي يتعامل بها نظام نيكولا ساركوزي مع الوافدين إلى الأراضي الفرنسية من مختلف بقاع المعمورة، وعندما نعلم أن المنتحر المشار إليه من جنسية أوربية قاده ضعف إيمانه إلى وضع حدّ لحياته بعد سلسلة من الإهانات الساركوزية نتصوّر أن وضع مهاجرينا الجزائر أكثر سوءا بكثير، ما يجعلهم مطالبين بمراجعة حساباتهم كلّية· وبينما ندّدت جمعية التضامن مع المهاجرين واللاّجئين وطالبي اللّجوء بظروف حبس الأجانب بفرنسا وحرمانهم من الحرّيات، دعا حزائريون مغتربينا في فرنسا، خصوصا الذين لم يمض على اغترابهم زمن طويل إلى حزم حقائبهم ومغادرة دولة يُظلم فيها المهاجر ولا يُكرم فيها الجزائر الحرّ· ردّ فعل الجمعية المذكورة جاء عقب انتحار أحد المحبوسين في سجن نيم إثر حرمانه من الحرّية منذ 13 يوما· وأشارت الجمعية إلى أن (هذا السجين الذي انتحر من أصل غجري ومن جنسية رومانية كان قد باع كلّ ما يملكه ليأتي إلى فرنسا بحثا عن العمل، وكان يتساءل عن سبب حبسه كونه مواطن أوروبي وذنبه الوحيد أنه جاء إلى فرنسا بحثا عن العمل)· وذكرت الجمعية أنها أخطرت (منذ سنوات بشأن تعامل الدولة مع ملف الهجرة من خلال التوقيفات التعسّفية وطرد الأشخاص بالرغم من وجودهم في وضعية قانونية وعدم احترام القرارات القانونية)، واعتبرت أن هذا الانتحار يعكس (العنف ولا إنسانية الإجراءات الإدارية والحرمان من الحرّية وتشريد الأسر وطرد المرضى إلى البلدان التي لا تتوفّر على شروط العلاج اللازم)، وأضافت أن ما (حدث يعدّ نتيجة مباشرة للعنف الذي تشكّله السياسات الفرنسية في حبس الأجانب، كما يعدّ نتيجة نظام لا يعتبر الإنسان كبشر)، مشيرة إلى أن (الحقوق الأساسية تعني الجميع فرنسيين أو أجانب)· من جهتها، أدانت الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب (السياسة غير الاجتماعية القائمة على القمع التي وضعها رئيس الجمهورية ووزيره للداخلية)· وانتقدت الحركة طرد حوالي مائة من الغجر يوم 11 أوت مؤكّدة ضرورة عقد لقاء يجمع كلّ الفاعلين والشركاء الجمعويين (للبحث عن حلول دائمة للوضع المأساوي الذي تعيشه هذه العائلات)· ومعلوم أن عددا غير قليل من العائلات الجزائرية المقيمة في فرنسا عادت مؤخّرا إلى الجزائر لتستقرّ فيها نهائيا، بعد أن وجدت أنه لم يعد لها مكان في فرنسا ساركوزي·· أوّل يهودي يرأس (فافا)·