أنهى قاضي التحقيق بمحكمة بومرادس مؤخّرا معالجة ملف شبكة دعم وإسناد خطيرة تنشط على مستوى المنطقة كانت وراء الكمين الذي نصبته سرية زمّوري لقوّات الدرك الوطني شهر ديسمبر من سنة 2010، والذي أسفر عن إصابة قائد فرقة الدرك الوطني بجروح خطيرة. وتضمّ شبكة الدّعم الإسناد ثلاثة متّهمين، من بينهم صاحب كشك و(كلونديستان)، في حين ما يزال أحدهم في حالة فرار· الإطاحة بشبكة الدّعم والإسناد كان في الفاتح ديسمبر 2010 في إطار الأبحاث المكثّفة لمصالح الأمن عن تحرّك العناصر الإرهابية وخلايا الدّعم والإسناد بولاية بومرداس بعد وقوع اشتباك مسلّح بين عناصر الدرك الوطني والجماعات الإرهابية بمنطقة أولاد زيان ببومرداس في حدود الساعة التاسعة ونصف ليلا. وقد انتهت التحرّيات إلى أن المدعو (ض·م) لوحظ أنه كثير التردّد على المنطقة ليلة الاشتباك في اليوم الموالي في حدود الساعة الرّابعة ونصف صباحا، ما أثار الشبهات حوله، وبعد التحرّي تبيّن أنه كان على علاقة وطيدة مع الإرهابي (د·ف) المكنّى (شرحبيل) الذي كان ضمن المجموعة الإرهابية التي قامت بالاعتداء، وأنه قام بتسليمه سيّارته الخاصّة أين قام بنقل إرهابيين على متنها أحدهم الإرهابي (ت· زهير) المكنّى (حنظلة) كان تبيّن أنه كان يزوّد الجماعات الإرهابية بمختلف الشرائح الهاتفية، كما كان مكلّفا بترصّد وتعقّب حركات قوّات الأمن انطلاقا من الكشك الذي يملكه· المتّهم لدى استجوابه صرّح بأنه فعلا كان كثير التنقّل على متن سيّارته إلى المنطقة أين كان يقوم بنقل الأشخاص إلى منطقة الزيتونة من أجل تناول المشروبات الكحولية، وأنه على علاقة مع الإرهابي (د·ف) بحكم الجوار فقط، وفيما يخصّ تردّد الإرهابيين (د·ه) و(ح·س) على محلّه التجاري أيّام قبل اِلتحاقهم بمعاقل الدمويين أفاد بأنه لا تربطهم أيّ علاقة مباشرة بهم، وأنها علاقة بيع وشراء فقط· ومواصلة للتحرّيات تبيّن أن الاشتباك أدّى إلى إصابة الإرهابي (حنظلة) بجروح بليغة على مستوى الساق الأيسر، وأن المتّهم الذي كان محلّ متابعة هو مَن قام بنقله رفقة العناصر الإرهابية الثلاثة التي شاركت في الاعتداء، حيث عثر في المقعد الأمامي للسيّارة بقع دم، إلى الجهة الشرقية، والتي نفى أن تكون بقع دم الإرهابي المصاب مؤكّدا أنها بقع قديمة، إضافة إلى أنه كان يقوم بفتح الطريق للعناصر الإرهابية· أمّا المتّهم الثاني (ب· عمر) الذي كان رفقة المتّهم الأوّل على متن السيّارة ليلة الاشتباك فقد توصّلت التحرّيات إلى أن لجوءه إلى حيلة التوجّه إلى منطقة الزيتونة لتناول المشروبات الكحولية ما هي سوى حجّة لرصد أجواء الاشتباك المسلّح، وأنه قام في العديد من المرّات بنقل الجماعات الإرهابية على متن سيّارة شقيقه، كما أنه قام برصد تحرّكات عنصر الدفاع الذاتي (ب· جمال) الذي اغتالته الجماعات الإرهابية في شهر مرضان من سنة 2009· أمّا فيما يخص المتّهم الفارّ (ب· توفيق) فقد أتبثت التحرّيات بشأنه أنه قام بتزويد الجماعات الإرهابية بمجموعة من الأحذية الشتوية لتسهيل عملية تنقّلها في الجبال والغابات، كما قام بتزويدها بالمؤونة وبعض المستلزمات الخاصّة، وأنه مسبوق قضائيا في قضية إرهابية، وأنه منذ خروجه من المؤسسة العقابية وهو على اتّصال دائم بعناصر سرية زمّوري· وقد خلص التحقيق القضائي إلى إحالة المتّهمين على محكمة الجنايات لمواجهة تهم ثقيلة تتعلّق بجناية دعم وإسناد الجماعات الإرهابية وجنحة عدم الإبلاغ عنها·