أبدى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف استنكاره الشديد لقيام القوات السورية باقتحام بعض المساجد لقمع المتظاهرين، وترهيب المصلين والهجوم عليهم أثناء تأديتهم صلاة التراويح في ليلة القدر. وقال في بيان له "لقد كان من الأمور المؤلمة غاية الإيلام أن تتعرض بعض المساجد السورية وروادها وأئمتها، وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان وهي ليلة القدر في قول جمهور العلماء، للاعتداءات من قبل القوات السورية، كما ظهر المآذن المحترقة والشيوخ المصابين، وهي ليلة وصفها الله سبحانه بأنها (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(. وأكد بيان الأزهر أن الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر "غضب غضباً شديداً لعدم مراعاة هذه القوات المعتدية لحرمة الدماء، وحرمة المساجد، وحرمة الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن، ويثق أن هؤلاء المعتدين سوف يلقون جزاءهم، إن لم يكن في الدنيا فبين يدي الله في الآخرة....وشيئاً من الخشية واتقاء غضب الجبار" وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ"و "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب". وقال مصدر مقرب لشيخ الأزهر أن الأخير يتابع عن كثب ما يحدث في سوريا ويرفض تماما قمع المظاهرات السلمية التي تستهدف الموطنين بالرصاص الحي، وتستبيح اقتحام المساجد، وحصار القرى. وجاء بيان شيخ الأزهر بعد اقتحام عناصر الأمن السوري والشبيحة الموالين للنظام لبعض المساجد والاعتداء على المصلين، وبدأت الأحداث مع فرض قوات الأمن لحصار مشدد على مسجد "الرفاعي" في ضاحية "كفر سوسة،" وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على آلاف المصلين، لمنعهم من مغادرته، بعد أداء صلاة "التراويح" وإحياء "ليلة القدر"، خلال الساعات الأولى من صباح السبت. وذكر "اتحاد لجان التنسيق المحلية السورية"، الذي يساعد في تنظيم وتوثيق الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار الأسد أن المصلين الذين هموا بمغادرة المسجد سرعان ما عادوا إلى داخله، بعد تعرضهم للهجوم من قبل قوات الأمن، ورددوا الشعارات المطالبة بإسقاط النظام. كما قامت قوات الأمن الحكومية، مدعومة بدبابات الجيش والمركبات العسكرية، بمحاصرة ما يقرب من 2000 من المحتجين داخل المسجد "العمري" في درعا، لمنع خروجهم منه بعد صلاة التراويح والانطلاق في مظاهرات جديدة ضد النظام القمعي الدموي.