مجازر الطحين تتواصل في رمضان الغزّاويون يُقتلون في رحلة البحث عن طعام الإفطار استشهد العشرات من الغزاويين وأصيب آخرون بجروح مختلفة في قصف الاحتلال المتواصل على مختلف مناطق القطاع فيما واصلت المقاومة عملياتها وسط استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية حيث وصل السكان إلى شفا المجاعة مع دخول اليوم الثالث لشهر رمضان المبارك. ق.د/وكالات تتواصل غارات الاحتلال على مناطق بقطاع غزّة مخلفة عشرات القتلى والجرحى في اليوم الثاني من شهر رمضان بينما استمر ارتفاع حصيلة ضحايا الجوع و مجازر الطحين بين طوابير منتظري المساعدات الإنسانية شمالي القطاع. وقتل العديد من الفلسطينيين وأصيب العشرات الثلاثاء في هجوم جديد استهدف مواطنين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إغاثية في منطقة دوار الكويت . رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة سلامة معروف قال في بيان إن هذه الممارسات تعكس إصرارا على استهداف الباحثين عن لقمة عيش أولادهم لسد جوعهم ويمعن في سياسة تجويع أبناء شعبنا . ووفق البيان فإن الجريمة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال صباح الثلاثاء ترفع أعداد الشهداء الذين قتلوا وهم ينتظرون المساعدات في دوار الكويت وشارع الرشيد إلى أكثر من 400 شهيد و1300 مصاب . ووسط مشهد قاتم تشح فيه المساعدات الإنسانية جراء الحصار الخانق ناشدت وزارة الصحة بغزّة المجتمع الدولي إنقاذ سكان شمال القطاع من الجوع والموت ثمنا لوجبة طعام قائلة في بيان إن قصف تجمعات الجياع أصبح روتينا يوميا يمارسه الاحتلال . ومع دخول الحرب على غزّة شهرها السادس ما زال سكان القطاع ولا سيما مناطق الشمال والوسط يعانون من شبح المجاعة التي حصدت حتى الثلاثاء 27 شخصا أغلبهم من الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية. ورغم أن دولا عربية مثل مصر والإمارات والأردن وقطر وسلطنة عمان والبحرين تواصل تنفيذ عمليات مشتركة لإسقاط مساعدات غذائية على القطاع لكنها لا تلبي حجم الاحتياجات الهائلة الناجمة عن الكارثة التي خلقها الاحتلال. وفي وسط القطاع أفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى في قصف استهدف منزلا في دير البلح. ومن مدينة غزّة أفادت مصادر طبية بمقتل سبعة فلسطينيين بينهم خمسة أطفال وإصابة ستة آخرين في قصف طال منزلا لعائلة السقا في حي الزيتون وفق وكالة وفا الرسمية. بينما قالت قناة الأقصى الفضائية إن مدفعية الاحتلال واصلت قصف مناطق في حيي الزيتون وتل الهوا جنوب غرب مدينة غزّة . وجنوبا لم يتوقف القصف لا سيما على مدينة حمد شمالي خانيونس علاوة على استهداف منزل بالحي السعودي في مدينة رفح ما أدى إلى وقوع إصابات وفق مصادر محلية. ورغم دخول شهر رمضان يشن الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزّة منذ 7 أكتوبر 2023 خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية . لا طعام في غزّة وأخطر ما سجل في بداية الشهر ما تردد من معلومات تفيد بأن الكثير من العائلات في خيام النازحين في غزّة لم تتناول الإفطار. فيما أكدت منظمة آكشن إيد الدولية أن الأسر لا تجد التمر لبدء إفطارهم خلال شهر رمضان بسبب منع دخوله من معبر رفح بحجج أمنية . وأضافت: لا يستطيع الكثيرون بدء إفطارهم بشرب الماء بسبب انعدام المياه النظيفة والصحية . وتأتي هذه الأوضاع في ظل وضع الاحتلال قيودا على المساعدات. وعمدت دول غربية إلى فتح ممر بحري من قبرص لإيصال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزّة. ورحب مسؤولان كبيران في الأممالمتحدة بالممر لكنهما قالا إن ذلك لا يمكن أن يحل محل إيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البر. وقالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمارفي غزّة سيغريد كاج والمدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة لخدمات المشاريع خورخي موريرا دا سيلفا: فيما يتعلق بإيصال المساعدات على نطاق واسع لا يوجد بديل معتبر عن العديد من الطرق البرية ونقاط الدخول من الاحتلال إلى غزّة . وبالتزامن أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر وفق ما أفادت إحدى المنظمتين غير الحكوميتين المشرفتين على العملية. وقالت لورا لانوزا المتحدثة باسم منظمة أوبن آرمز (الأذرع المفتوحة) إن سفينة المنظمة الخيرية الإسبانية التي تحمل على متنها 200 طن من المواد الغذائية أبحرت في الصباح (الثلاثاء) من قبرص. وفي السياق ندد الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستخدام الجوع سلاحا للحرب في غزّة في خطاب ألقاه أمام مجلس الأمن الدولي. في الموازاة شنت طائرات الاحتلال الحربية ثلاث غارات استهدفت منازل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزّة ما أدى إلى سقوط 10 شهداء وإصابة نحو 20 مواطنا كما استشهد في مدينة غزّة ثلاثة مواطنين تم نقلهم إلى مجمع الشفاء الطبي. في حين سقط 4 شهداء وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلين في مخيم جباليا. كما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد ثمانية مواطنين وعدد من المفقودين إثر قصف منزل لعائلة أبو سنجر في دير البلح. وفي بلدة القرارة شمال خان يونس انتشلت جثامين 11 شهيدا بعد أن دمرت الطائرات الحربية مربعا سكنيا كاملا في المنطقة. وحسب وزارة الصحة في غزّة فإن الاحتلال ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزّة راح ضحيتها 72 شهيدا و129 إصابة خلال 24 ساعة. وقالت إن حصيلة العدوان ارتفعت إلى 31184 شهيدا و72889 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. ميدانيا أعلنت كتائب القسّام أنها فجرت عبوتين بقوتين واشتبكت مع أفرادهما في مدينة حمد السكنية شمال خان يونس وأوقعتهم بين قتيل وجريح. وأضافت أن مقاتليها اشتبكوا مع القوتين من المسافة صفر مشيرة إلى أنه تم رصد طائرات وهي تجلي القتلى والجرحى عقب المعركة.