وصل أمس الثلاثاء إلى العاصمة الليبية طرابلس وفد جزائري يمثل أحزاب التحالف الرئاسي (حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم)، وبعض النشطاء الجمعويين، من أجل تثمين جهود قائد الثورة الليبية معمر القذافي في دعم الصف العربي والإفريقي. وكان في استقبال الوفد الجزائر - الذي ضم أيضا منظمات وطنية وفعاليات من المجتمع المدني - أمين الشؤون الخارجية للجنة الشعبية للمؤتمر الشعبي العام السيد سليمان الشحومي. وعن مغزى الزيارة، أكد رئيس وفد جبهة التحرير الوطني السيد محمد عليوي أنها من أجل »تهنئة العقيد معمر القذافي بالمكانة المرموقة التي أضحى يحتلها بين العرب وكذا لدعم العلاقات الوثيقة التي تربطه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتربط البلدين والشعبين«. كما تدخل الزيارة - يضيف السيد عليوي - في إطار »تهنئة العقيد معمر القذافي بنجاح القمة العربية المنعقدة بطرابلس شهر مارس المنصرم«، مبرزا أن »الجزائر وليبيا لديهما توافق بخصوص لمّ الصف العربي«. من جهته أكد الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي أن تواجد التحالف الرئاسي ومن ضمنه التجمع الوطني الديمقراطي بطرابلس هو »تلبية لدعوة الأشقاء الليبيين وكذلك من أجل لقاء القائد معمر القذافي لتهنئته وشكره على جهوده المبذولة على الصعيد العربي خاصة ما أفضت اليه القمة العربية الأخيرة«. كما سيكون اللقاء مع القائد الليبي - يضيف شرفي - »فرصة لتباحث القضايا التي تهم البلدين وتهم أيضا الأمة العربية عموما«. بدوره أشار رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبوجرة سلطاني إلى »العلاقات التاريخية« التي تربط الجزائر وليبيا، كما أكد أن ليبيا »تعتبر من الدول التي دائما ما تبادر بأفكار جريئة«، مبرزا في هذا الصدد فكرة الإتحاد الإفريقي الذي »صار مع الزمن واقعا ملموسا«. وفي ذات السياق أكد السيد سلطاني أن »فكرة الإتحاد العربي هي مطروحة اليوم على كل المستويات من أجل تجديد وإصلاح الجامعة العربية«، مضيفا أن هذا المسعى يشكل »نقطة حرج كبيرة« ينبغي أن تتجاوزها الأنظمة العربية. وتابع رئيس حركة مجتمع السلم قائلا أن القمة الخماسية العربية التي احتضنتها ليبيا مؤخرا »كانت قد شهدت جملة من الإقتراحات منها اقتراح يقضي بالإنتقال من صيغة الجامعة العربية إلى الإتحاد العربي«، مشيرا إلى أن »القيادة الليبية تقدمت بدعوة إلى الجزائر للمشاركة في تشجيع وتثمين هذا التوجه«. للإشارة فإن القمة الخماسية العربية كانت قد اختتمت فعالياتها يوم الإثنين 28 جوان المنصرم بطرابلس وخلصت إلى تبني جملة من التوصيات لتطوير منظومة العمل العربي المشترك من بينها الرؤية الخاصة بتطوير جامعة الدول العربية. وقد تضمنت هذه الرؤية وجهة نظر تتمثل الأولى في إحداث تعديل جذري وشامل للجامعة العربية بينما تدعو الثانية إلى تغيير تدريجي.