انتهت مأساة أستاذ ثانوي مغربي بطريقة مثيرة كشفت خيوط تراجيديا حقيقية عاشها طيلة ستّ سنوات كان خلالها في عداد الأموات، ليمنحه العثور عليه حياة جديدة. وقد سارعت وسائل الإعلام المغربية إلى نشر بعض تفاصيل المأساة التي عاشها (عبد الله ناصر) وكيفية العثور عليه· قالت وسائل إعلام مغربية إن (عبد اللّه ناصر) أستاذ التربية الإسلامية الذي كان محتجزا لحوالي ستّ سنوات خلت في ضيعة فلاحية تعود ملكيتها لرئيس جماعة تسمّى (تينزرت) بمنطقة (تارودانت)، قد بدا في وضعية نفسية صعبة وهو يتلقّى العلاج بالمستشفى الإقليمي (المختار السوسي) ب (تارودانت) وسط حراسة مشددّة من قبل السلطات الأمنية. وحسب مصادر من المستشفى فإن الأستاذ المذكور استطاع التعرّف على أفراد أسرته الذين جاءوا لزيارته، وتحدّث مع بعضهم لكن لفترات قصيرة فقط بسبب ما قيل عنه شدّة الصدمة التي تعرّض لها· ونقل موقع (هسبريس) الإلكتروني المغربي عن أحد أفراد أسرة عبد اللّه ناصر قوله إن قصّة العثور عليه بعد أزيد من خمس سنوات من الغياب تعود لحوالي 12 يوما، عندما عثرت الأسرة على رسالة من مجهول يخبرهم فيها بأن عبد اللّه ما يزال على قيد الحياة، وأنه محتجز في إحدى الضيعات بجماعة (تينزرت) فقرّرت الأسرة البحث عنه، وبعد عدّة محاولات تمكّن بعض أقاربه من العثور عليه في قبو منزل في إحدى ضيعات رئيس جماعة (تينزرت). ويحكي أخ عبد اللّه أنه وُجد في حالة (لا علاقة لها بالإنسانية)، بلحية بلغ طولها حوالي 70 سنتيمترا وأظافر وصل طولها إلى 8 سنتيمترات، وملابس رثّة تنبعث منها روائح كريهة، مكبّلا بسلاسل حديدية واحدة تحيط بعنقه مغلقة بقفل تكاد تخنقه وأخرى بيديه وبرجليه النّحيفتين· وقالت بعض المصادر إن نزاعا حول ملكية أراض أو التصرّف فيها قد تكون وراء قصّة احتجاز الأستاذ المشار إليه من طرف رئيس جماعة (تينزرت)، وتؤكّد المصادر ذاتها أن الكشف عن تفاصيل قضية عبد اللّه ناصر ستقود إلى فتح ملف (الخروقات) التي تشوب ملف العقار بمنطقة (تارودانت) بالمغرب· للإشارة، فإن (عبد اللّه ناصر) الذي يبلغ من العمر حوالي 53 سنة، متزوّج وأب لثلاثة أبناء، كان يعمل في ثانوية النّهضة بأولاد تايمة قبل أن يختفي عن الأنظار منذ سنة 2006، حسب أفراد أسرته· ومن جهة أخرى، تمكّنت مصالح الدرك الملكي المغربي من إلقاء القبض على المتّهم باحتجاز (عبد الله ناصر) بعد صدور مذكّرة بحث في حقّه، ولم يُكشف بعد عن تفاصيل التحقيق معه· ونشر موقع (هسبريس) بعض الصور للأستاذ (عبد اللّه ناصر) التقطت له مباشرة بعد العثور عليه، وهي الصور التي يظهر فيها عبد اللّه بلحية طويلة وسلسلة حديدية تحيط بعنقه، جالسا في مكان يبدو ضيّقا جدّا تحيط به أكياس بلاستيكية وبجانبه قنّينة ماء، كما يظهر من خلال الصور أن (عبد اللّه) كان ّمكبل الرجلين بسلاسل حديدية متّصلة بأرضية المكان الذي كان محتجزا فيه·