اشتكى العديد من المرضى الوافدين على المخبر الخاص بمستشفى ايت ايدير بالعاصمة، في الفترة الأخيرة من سوء المعاملة التي يتلقونها من بعض العاملين في هذه المصلحة. أكثر المرضى المتضررين من هذه المعاملة هم فئة المسنين الذين يعانون من أمراض مزمنة تستلزم منهم اجراء تحاليل دورية شاملة، ولعدم قدرتهم على دفع تكاليفها عند المخابر الخاصة خاصة أنها دورية أي في كل شهر أو ربما شهرين على الأكثر، فان المصاريف ستكون متواصلة عليهم، لذا فهم يلجؤون إلى اقرب مستشفى في منطقتهم ليساعدهم في اجراء هذه التحاليل. ولان اغلب مخابر المستشفيات تعمل بنظام المواعيد أي أنها تلجا إلى منح المريض موعدا محددا للمجيء من اجل اخذ عينة من دمه لاستكمال اجراء التحاليل المطلوبة منه، ولكثرة الوافدين على هذه المخابر خاصة مستشفى ايت ادير بالعاصمة، المتخصص في أمراض الرأس والأعصاب، لأنه الوحيد تقريبا في هذه المنطقة الذي يستقبل طلبات التحاليل الخارجية من المرضى الآتين من كل المناطق المجاورة، لذا فان العدد الطلبات يكون في بعض الأحيان كبيرا ولهذا فان العاملين يضطرون إلى منح مواعيد متأخرة لهؤلاء المرضى الذين يكونون أحيانا في حالات مستعجلة من اجل مباشرة العلاج اللازم لهم، لذلك فان المرضى يعترضون على هذه المواعيد و يوجهون اتهامات عديدة لهؤلاء الموظفين بحيث يعتقدون أنهم يمنحون المواعيد القريبة فقط لمن يعرفونهم والباقي يرمونهم إلى مواعيد تقارب الشهر أحيانا دون أي اعتبار لصحتهم ولأهمية هذه التحاليل، ويقسم البعض من هؤلاء المرضى أنهم أحيانا يرون أناسا أتوا بعدهم لكنهم منحوا مواعيد قريبة تكون على ثلاثة أيام من قدومهم إلى المخبر لطلب الموعد و هم يرمون بهم إلى ابعد من ذلك بكثير. ولهذه الأسباب تحدث الكثير من المناوشات ما بين الطرفين أي المرضى من جهة والعاملين في هذا المخبر من جهة أخرى،ف الطرف الأول يتهم الثاني بممارسة المحسوبية واستعمال وسائل المستشفى لصالحه، في غياب تام للمسؤولين والأطباء، في حين يرجع الطرف الثاني هذه الاتهامات و موجة الغضب العارمة التي تلحق به في كل يوم تقريبا من طرف بعض المرضى خاصة كبار السن إلى أنهم يريدون كل شيء بسرعة و طاقة المخبر إلا تكفي لتغطي هذا الكم الهائل من طلبات التحاليل الموجهة لهم من كافة الأطباء الخواص العاملين بالمنطقة بالإضافة إلى الهياكل الصحية المجاورة، فالمصلحة بالكاد تغطي تحاليل مرضاها الموجودين عندها، وفي معظم الأحيان تضطر إلى الاستنجاد بالمخبر المركزي بمستشفى القطار المتخصص في الأمراض المعدية فترسل إليه اغلب تحاليلها المخبرية بسبب عدم توفر المخبر على كافة الوسائل الحديثة التي تؤهله لذلك بالإضافة إلى نقص عدد الأطباء المختصين بهذا المخبر. وبين هذا وذلك يبقى المريض يتخبط في هذه الظروف خاصة إذا كانت ظروفه الاجتماعية والاقتصادية لا تؤهله للبحث عن مخبر خاص لإجراء تحاليله، خاصة مع غياب ونقص الهياكل الصحية الجوارية بالمنطقة، التي وان وجدت فهي تفتقر إلى مخبر خاص يتسع لكل هذه الطلبات، فالحل حسب هؤلاء هو في تشديد الرقابة بهذا المخبر مع انجاز هياكل جديدة عمومية تحتوي على مخابر ذات وسائل حديثة تستجيب لاحتياجات السكان في هذه المنطقة.