* إنجازات تصنع التحول وأخرى تسير بوتيرة متباطئة تحتل ولاية المسيلة موقعا متميزا بالمنطقة الوسطى لشمال الجزائر بمساحة إجمالية تقدر ب 18175 كلم وتنتمي لمنطقة الهضاب، وتتقاسم حدودها مع 7 ولايات هي سطيف، برج بوعريريج والبويرة شمالا، وولاية باتنة شرقا وبسكرة من الجنوب الشرقي، وغربا ولاية المدية ومن الجنوب الغربي ولاية الجلفة، وقدر عدد سكان المسيلة حسب آخر الإحصاءات الرسمية بأزيد من مليون و70 ألف نسمة موزعين على 47 بلدية و 15 دائرة، كما أن طابعها الجغرافي وتضاريسها المتميزة تجعل منها منطقة زراعية رعوية بالدرجة الأولى رغم أن نسبة تساقط الأمطار بها تبقى ضعيفة وغير منتظمة· إمكانيات فلاحية ضخمة تمتاز ولاية المسيلة بمختلف مناطقها ببعض المؤهلات والمؤشرات التنموية لعل من أبرزها في المجال الفلاحي توفرها على أزيد من 275 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وبها قطب فلاحي بمنطقة المعذر ببوسعادة يفوق مساحة بلدية الخبانة بأكملها، ناهيك عن ثروة حيوانية هامة تقدر بأزيد من مليون ونصف رأس جعلت الولاية تحتل المركز الثالث وطنيا من حيث عدد رؤوس الأغنام إلا أن عدد رؤوس الأبقار مغاير للرقم الأول فهو ضئيل بالمقارنة، وتعرف أغلب مناطق الولاية الفلاحية بإنتاج فاكهة المشمش بكثرة، حيث احتلت الولاية المرتبة الثانية في إنتاج هذه المادة لسنوات عديدة، كما تشتهر المناطق الجنوبية بالمسيلة بإنتاج الجزر بكميات معتبرة أيضا· بنية تحتية تتطلب مزيدا من التطوير في مجال المنشآت القاعدية والبنى التحتية، تتوفر الولاية على شبكة طرق متنوعة يفوق طولها 4000 كلم، منها 924 كلم طرق وطنية وأزيد من 2000 كلم ولائية بينما يتعدى طول الطرق البلدية 1000 كلم، وهي بذلك تأتي في الرتبة الخامسة في ولايات الشمال من حيث طول شبكة الطرق، كما تتوفر الولاية على خطين للسكة الحديدية باتجاه ولاية برج بوعريريج وعين التوتة بولاية باتنة وخط جديد باتجاه غرب البلاد يربط المسيلة ببوقزول انطلقت به الأشغال مؤخرا في إطار برنامج الهضاب العليا، يضاف إلى ذلك مطار غير مستغل حاليا بمنطقة عين الديس بدائرة أولاد سيدي ابراهيم، وتعد كل هذه الإنجازات روافد للتنمية ككل بالولاية إضافة لإنجازات أخرى في قطاعات متعددة، ففي مجال الاستثمار أصبحت ولاية المسيلة قطبا لإنتاج مواد البناء بفضل مواقعها المنجمية وثرواتها الطبيعية الباطنية فهي تتوفر على مصنع للإسمنت بحمام الضلعة بطاقة إنتاجية تصل إلى 4 ملايين و 500 ألف طن سنويا، كما توجد بها منطقة صناعية جديدة على مساحة 100 هكتار ومحطة كبرى لإنتاج الكهرباء بطاقة 570 ميقاواط، إضافة إلى وحدة لإنتاج الحليب بما يفوق 32 ألف لتر يوميا، لكنه لا يزال يشهد ضآلة في العمليات وإنجاز المنشآت الفنية الكبرى· جامعة محمد بوضياف·· آفاق واعدة في قطاع التعليم العالي توفر جامعة المسيلة والقطب الجامعي الجديد أزيد من 70 اختصاصا لفائدة 32 ألف طالب جامعي، وقد دخلت الجامعة العالم الجديد من خلال التحول إلى النظام الجديد الال ام دي الذي عرف تحولا في الجامعة خلال السنوات الأخيرة وسط تأطير كبير وتوظيف لإطارات كفؤة فاق عددها 300 أستاذ وإطار وباحث ، وقد تدعم القطاع بالولاية بقطب جامعي تم إنشاؤه بأعلى المقاييس المعمارية، ويأتي هذا المشروع في إطار توسعة جامعة محمد بوضياف بعاصمة الولاية ضمن برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ويتمتع القطب الجامعي الجديد بمساحة شاسعة وبنايات مزج في تصميمها بين الطابع الإسلامي والعصري، ويتسع القطب الجامعي ل 32 ألف طالب و600 أستاذ جامعي، كما أنه يضم أربع كليات هي العلوم والهندسة، الحقوق العلوم الاقتصادية والتسيير وكلية العلوم الاجتماعية والآداب، هذا إلى جانب وجود المعهد الوطني للتسيير والتقنيات الحضارية الذي يستقطب حتى الطلبة الأجانب، هذا إضافة إلى وجود 5 إقامات جامعية بطاقة 11 ألف سرير، ويمتد المشروع على مساحة 102 هكتار، كما شاركت في إنجازه أكثر من 100 مقاولة، بتكلفة وصلت إلى 832 مليار دينار جزائري· 35 ألف وحدة سكنية خلال عشر سنوات قدرت برامج السكن المنجزة في السنوات العشر الأخيرة بأكثر من 35 ألف وحدة سكنية في مختلف الصيغ، وقد فاقت الحصة الخاصة بالسنتين الماضيتين الخماسي الفائت خاصة في صيغ السكن الاجتماعي الإيجاري والريفي الذي عرف قفزة كبيرة تهدف إلى القضاء على السكن الهش، حيث أنها تعد استكمالا لتوسعة المنطقة العمرانية بعاصمة الولاية، وهي تحتوي على مختلف الهياكل الضرورية كالمدارس والثانويات والمحلات إلا أن الطلب على السكن عموما يتزايد بصفة مطردة عبر مختلف البلديات خاصة الكبرى منها كعاصمة الولاية وبوسعادة، وتشهد بالمقابل تجربة السكنات الريفية نجاحا باهرا والتي لاقت إقبالا كبيرا من طرف السكان بالنظر إلى أنها أكثر ملاءمة لطبيعة العيش في الريف، إلى درجة أن السكان في بعض المناطق مثل بلدية عين فارس والدهاهنة وغيرها من البلديات ذات الطابع الريفي الفلاحي لم يقبلوا على السكن الاجتماعي نظرا لاهتمامهم بالسكنات الريفية، ويسجل بالولاية اكتفاء في السكن الريفي بحيث لم تعد السلطات المعنية تتلقى المزيد من الطلبات=، هذا عكس الطلب المتزايد وغير الكافي عن السكن الاجتماعي سواء بعاصمة الولاية أو بالمدن الكبرى الأخرى ذات الكثافة السكانية الكبيرة. مشاريع صحية ضخمة يقابلها نقص في التأطير تدعّم قطاع الصحة بالولاية بعدّة مشاريع خلال الأشهر الأخيرة، من بينها فتح عيادات متعدّدة الخدمات بكلّ من بن زوه وبوخميسة، و11 عيادة متعدّدة الخدمات، ومصلحتين للاستعجالات الطبّية والجراحة بعاصمة الولاية وسيدي عيسى، ومركز وسطي لمعالجة المدمنين على المخدّرات، كما سيتمّ فتح مصلحة للاستعجالات والجراحات الطبّية ببوسعادة، وقد أكّد رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحّة والسكان بالمسيلة عيسى مزعاش أن هناك مشاريع مهمّة قيد الإنجاز من شأنها تقديم خدمات طبّية للمواطنين وتعزّز الأداء الصحّي للولاية، حيث تمّ تسجيل مستشفى بسعة 60 سريرا بمقرة وبن سرور ومستشفى بطاقة استعياب 120 سرير بأولاد منصور للأمراض العقلية وآخر ب 240 سرير بسيدي عيسى و60 سريرا بحمّام الضلعة· وللإشارة، فإن هذه المشاريع تمّ تسجيلها من الجانب الإداري وتنتظر دفتر الشروط على مستوى الوزارة الوصية للانطلاق في التجسيد، وما يمكن تسجيله على مستوى قطاع الصحة بالولاية هو النقص الكبير في التأطير البشري الذي من شأنه تقديم الخدمة اللازمة في أحسن الظروف، وتسعى المديرية الوصية إلى سدّ هذا النّقص بالتنسيق مع الوزارة الوصية، هذا النّقص الذي أثّر على المردود الصحّي للمؤسسات الاستشفائية، كما تدعم قطاع الصحة هذه السنة ب 72 منصبا ماليا للأطبّاء، منهم 2 جراحة أسنان و5 صيادلة، فيما أن ذلك يبدو غير كاف لأن الوحدات الضخمة بحجم 5 مستشفيات و13 عيادة التي أنجزت تحتاج إلى تأطير بشري كبير لتغطية مجمل الخدمات الصحّية المطلوبة من طرف المواطنين· مشاريع استثمارية رهينة مشاكل العقار وتماطل الإدارة يعاني قطاع الاستثمار بولاية المسيلة عدة مشاكل وعوائق تقف في وجه تقدمه رغم الأهمية التي أبدتها الولاية للقطاع في السنوات الأخيرة باتخاذ بعض الإجراءات كرفع مستوى العروض العقارية الموجهة للاستثمار، واسترجاع القطع غير المستعملة وإنشاء مناطق نشاطات مصغرة في بعض البلديات، وتحديد الشروط الأساسية للاستثمار بالمناطق المهيأة، غير أن القطاع لا يزال يعاني من عدة عوائق أدت إلى نقص الاستثمارات وتعطل كثير من المشاريع الكبرى تركت الاستثمار بالولاية يراوح مكانه، فهناك 940 ملف تراوح مكانها منذ 1994 إلى اليوم، رغم تشجيعات الدولة الهامة والكبيرة، خاصة ما أقره مجلس الدولة مؤخرا، والسبب هو الوعاء العقاري غير الكافي وعدم تهيئة العقار الصناعي الموجود وشغله من طرف أشخاص غير منتجين، يضاف إلى ذلك العراقيل الإدارية وقضية التموين والملفات، وقد أكد مقداد بنية نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي أن هناك ملفات مطروحة من سنة 1994 موجهة للاستثمار والتنمية المحلية، موجودة في أدراج الإدارات المحلية بالولاية تنتظر الإفراج وأن ترى النور في إطار الإصلاحات الجديدة في المجال الاقتصادي والتشريعي وتسوية العقار الصناعي، أما عن العقار الصناعي الموجود بالولاية فالإشكال قد حل، حيث استبعد التمليك المباشر للعقار، وأصبح عن طريق التسيير والاستثمار، وبقيت الجهة الشرقية لمنطقة النشاطات معلقة تشهد مضاربة كبيرة في البيع والشراء، ويجب تحمل المسؤولية من طرف السلطات الولائية لإعطاء الاستثمار حقه في الولاية، وعلى الإدارة المحلية القيام بمهامها وكذا اللجنة المكلفة بتدعيم وتطوير الاستثمار التي مهمتها عملية التوجيه، وقد أكد بنية على ضرورة تهيئة الوعاء العقاري الصناعي فهناك أكثر من 16 وعاء غير مهيأ، وضبط عملية التنسيق والتسويق لأن هناك مشكل التسويق يطرح كل سنة على مستوى المسيلة، وقد تم تقديم طلب إنشاء سوق وطني للخضر والفواكه واللحوم بمنطقة المعاريف والوزارة الوصية أعطت الموافقة المبدئية لذلك في انتظار تجسيد المشروع على أرض الواقع لحل مشكلة التسويق، كما ينتظر تشجيع إنشاء مؤسسات مصغرة لتعليب المنتجات المحلية كالجزر والمشمش وغيرها من المنتوجات المحلية· إيجابيات ونقائص لا تزال أمام المسؤولين المحليين والقائمين على القطاع تحديات كبرى لتثمين الإرث السياحي وترقية المناطق الأثرية المنتشرة في شمال الولاية وجنوبها، وأبرزها الدولة الحمادية التي لا تزال قلعتها وآثارها شاهدة بقلعة بني حماد على عمق الحضارة الإسلامية لأزيد من 10 قرون، ومنطقة بوسعادة العريقة التي احتضنت الفنان العالمي نصر الدين دينه ومتحفه الذي لا يزال يحتضن عشرات الرسومات واللوحات التي تظهر جمال واحات بوسعادة وأزقتها الضاربة في عمق التاريخ، وتجدر الإشارة أيضا أن ولاية المسيلة بها محميات طبيعية تمتد على مساحة 26 ألف هكتار أبرزها محمية المرقب وشط الحضنة والزهرج الشرقي المصنفين ضمن المناطق الرطبة لتستقطب مئات الطيور المهاجرة من أوربا وكلها مواقع لا تزال تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وما يقال عن السياحة يقال كذلك عن الموروث الثقافي الكبير الذي تزخر به المسيلة التي أنجبت أجيالا من الشعراء في مجال الشعر الملحون والفصيح وفنانين كثيرين في طبوع مختلفة، وغير بعيد عن بوسعادة تبرز منارة أخرى للإشعاع الديني والروحي ساهمت في الحفاظ على القيم الثقافية والحضارية للكثير من الجزائريين الذين تتلمذوا بزاوية الهامل التي مازالت إلى يومنا هذا محطة للفقه والحديث وأصول الدين، كما كانت منطقة الحضنة حاضنة لتاريخ حافل بالبطولات منذ اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر فضلا على أنها كانت تنشط ضمن 4 ولايات تاريخية هي الولاية الأولى والثالثة والرابعة والولاية السادسة، كما كانت ولاية المسيلة منطقة عبور لقادة الثورة فبجنوبها استشهد العقيدان عميروش وسي الحواس·