ككل مرة، تتعالى صيحات التحذير من مخاطر استعمال مواد التجميل والعطور وغيرها من المنتجات المعروضة على الأرصفة بكثرة في كافة الأحياء والأسواق الشعبية والكثير من المناطق، والتي غالبا ما يتم عرضها بأسعار مغرية للغاية تسيل لعاب العديد من السيدات والفتيات ممن يتهافتن على اقتنائها دون إلقاء بال إلى مخاطرها الكبيرة، وكأنهن لا يدركن أن أسعارها التي تكاد تكون مجانية تخفي وراءها العديد من السلبيات، ومع ذلك فإنهن يشترين عدة مواد تجميلية تكون لها علاقة مباشرة بأكثر أجزاء الجسم حساسية كالعينين والشفتين وبشرة الوجه وغيرها. كما أن الطاولات المتخصصة في بيع هذه المواد على الأرصفة والطرقات تزداد يوما بعد يوم، ولا يتردد أصحابها في استعمال الكثير من الحيل و أساليب الخداع بغية إقناع زبوناتهم بشرائها، الخطير في الأمر أن كثيرا من هذه المواد التجميلية تكون فاسدة، وحتى إن لم تكن منتهية الصلاحية ولا زال تاريخها مستمرا، إلا أن الظروف الجوية وارتفاع الحرارة يجعل نسبة خطورتها تتضاعف. وفي هذا الإطار يحذر الكثير من الأطباء الأخصائيين في أمراض الجلد من خطورة استعمال مستحضرات التجميل والعطور المقلدة التي تباع على قارعة الطريق لأنها عرضة لتأثيرات أشعة الشمس وللجراثيم والبكتيريا. ويشير الأخصائيون إلى أن مواد التجميل والعطور والصابون وغيرها من المواد التجميلية الأخرى التي تعرض على الأرصفة تحت تأثير أشعة الشمس وحرارة الطقس ويقبل عليها الناس لأسعارها البخسة والزهيدة التي تتماشى مع قدرتهم الشرائية كثيرا ما تكون مجهولة المصدر ومنتوجات مقلدة لماركات عالمية معروفة، وتتضاعف خطورتها في حال بقائها في الحاويات المستوردة لفترة طويلة تحت تأثير الرطوبة وأشعة الشمس والجراثيم وكلها تسبب لمستعمليها حساسية في الجلد. ويدعو الأخصائيون إلى الحذر من هذه المستحضرات وعدم الاستهتار بما يمكن أن تخلفه من مضار على الصحة، فيما ينبغي اقتناء هذه الأخيرة من الصيدليات أو من المحلات التي تراعي خصوصية هذا المنتوج وعدم الثقة في المواد التي تباع على قارعة الطريق. ويكشف بعض الأطباء أن احتواء هذه المستحضرات المقلّدة على نسبة عالية من الرصاص والطباشير ومواد الطلاء والزئبق وغيرها من المعادن السامة يمكن أن تكون سببا لأمراض خطيرة أخرى مثل الفشل الكلوي والتهاب العيون والتهابات في الشفاه والفم واللثة وغيرها من المشاكل الصحية، وتأتي في مقدمة الدول المصدّرة لمواد التجميل المغشوشة دول آسيا مثل تايوان والصين، وتنافس المنتوجات المقلّدة منتجات الماركات العالمية التي تخضع فيها شركاتها لمقاييس الصحة العالمية المتواجدة في كل من فرنسا وايطاليا، وعليه فإن المثل الشعبي الجزائري يقول »إلى عجبك رخصو ارمي نصو« ففوق أنها مواد خطيرة على الصحة فإنها من ناحية أخرى لا تصل إلى مستوى الجودة العالمية التي تكون عليها بقية المواد التجميلية الأصلية الأخرى، ما يجعل اقتناءها حتى وإن كانت أسعارها جد منخفضة مجرد إلقاء للأموال فيما لا فائدة منه، فلا تكسب مستهلكاتهن لا صحتهن ولا جيوبهن، بل إنهن يضحين بالاثنين معا، وهو ما يجب التفكير فيه بجدية، سيما مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال هذه الموسم، والانتباه إلى كل الأضرار التي قد تتعرض لها تلك المنتجات والمواد التجميلية وهي معروضة على الأرصفة وانعكاساتها السلبية عليهن بعد ذلك.