رأى الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الشيء الوحيد الذي سيجبر الرئيس السوري بشّار الأسد على الرّحيل هو انقلاب فرقة الدبابات وجنرالات الجيش ضده· وأوضح روبرت في مقاله بصحيفة (إندبندنت) البريطانية أن توقّعات بعض الأطراف في الغرب مبنية على مقاطع فيديو منشورة في موقع (يوتوب) وليس على وقائع تحدث على الأرض، مشيرا إلى أن التوقّعات بقرب رحيل الأسد متفائلة على نحو مبالغ فيه· وذكَّر فيسك قراءه بأنه سبق له أن أجرى مقابلة مع التلفزيون السوري في وقت سابق من الشهر الجاري قال فيها: (إن الوقت ينفد أمام الأسد وبسرعة)· لكن فيسك استدرك قائلا: (توقّعات وزارة الخارجية الأمريكية ومراكز البحوث في واشنطن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بقرب رحيل الأسد غير صحيحة لأنه لن يرحل الآن)· ولاحظ فيسك أن وسائل الإعلام حرَّفت بعض الشيء كلام ملك الأردن، إذ نسبت إليه الدعوة إلى تنحّي الأسد في حين أكّد بالحرف الواحد (لو كنت مكانه، لتنحّيت)، وهناك فرق بين المعنيين، وأشار إلى أن مقابلة الملك عبد اللّه مع (بي بي سي) من أفضل المقابلات التي أجراها، لا سيّما حينما قال إن المشكلة لن تُحلّ إذ استبدل الأسد بشخص آخر من داخل النّظام، أي من حزب البعث الحاكم· وخلص فيسك إلى أن أملا خافتا يراوده مفاده أن الأسد هو أقدر شخص على أخذ زمام المبادرة والوفاء بتعهّداته (اعتماد دستور جديد وإقرار تعددية سياسية وتطبيق ديمقراطية حقيقية الخ)· ولاحظ فيسك أن رغم حالات الانشقاق التي يشهدها الجيش السوري، فإن الانتصار في الثورات لا يكون عن طريق رشاشات الكلاشينكوف وإنما عن طريق انشقاق فرقة دبابات أو أكثر بالإضافة إلى بعض الجنرالات (على غرار ما حدث في ليبيا)· وختم فيسك بالقول إن هذا السيناريو لم يتبلور في الوقت الرّاهن، والنّظام السوري ما يزال يحظى بالدّعم العسكري الرّوسي حتى الآن·