قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن ما يبثّه التلفزيون السوري حول سقوط قتلى من قوات الأمن بأيدي مناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد إن صحّ فإن النظام في طريقه إلى حرب أهلية. وأوضح فيسك في المقال الذي نشرته صحيفة "الإندبندنت" تحت عنوان "إذا صحّت الاشاعات في سوريا فإنّ نظام الرئيس الأسد يقود بلده إلى حرب أهلية"، إنّ سقوط قتلى بين صفوف قوات الأمن السورية بسبب هجمات انتقامية يعنِي أن المعارضة بدأت في استخدام القوة. وأضاف: "كل ليلة على شاشة التلفزيون السوري هي ليلة رعب بسبب عرض جثثٍ لقتلى تعرضوا لإطلاق نيران وإصرار التلفزيون الرسمي على أنّ هؤلاء قُتِلوا على يد عصابات إجرامية مسلحة بالقرب من محافظة درعا". وتابع: "الصور التي عرَضَها التلفزيون السوري تُثِير الكثير من الشكوك وبخاصة أن إطلاق النار على المواطنين أثناء تشييع الجنازات هو تخصُّص قوات الأمن السورية كما أنّ التلفزيون لم يعرض جنازة واحدة لقتيل مدني من بين مئات القتلى الذين سقطوا خلال الشهر الماضي". إلا أنّه الكاتب أشار إلى أنّه على الرغم من الشكوك حول التقارير الحكومية إلا أنّها "مهمة للغاية؛ لأنه إذا افترضنا مقتل عناصر من الأمن نتيجة لعمليات انتقامية من قبل العائلات التي فقدت أبناءها فهذا يعني أن المعارضة مستعدّة لاستخدام القوة ضدّ من يعتدي عليهم، ولكن إذا كانت هناك حقًّا جماعات مسلحة تتجول في سوريا فإنّ نظام الرئيس بشار الأسد البعثي في طريقه إلى حرب أهلية". ويرَى فيسك أنّ المتظاهرين ضد بشار الأسد كشفوا- عبر لقطات الفيديو التي يبعثون بها ويتم عرضُها على شبكة الانترنت- عن هذا النظام الديكتاتوري الحاكم الذي لم يتوانَ عن استخدام دباباته لسحق المواطنين في مدينة درعا. ويقول: "إنّ ما يحدث الآن يعيد إلى الأذهان مذبحة حماة عام 1982 ويؤكد أن البعثيين يستخدمون قواعد اللعبة ذاتَها التي استخدمت آنذاك". وتناول المقال ما تردّد على ألسنة شهود عيان بأنّ القتلى الذين سقطوا بين صفوف رجال الأمن ما هم إلا جنود رفضوا استخدام القوة وإطلاق النار على المدنيين.