أدان مجلس قضاء العاصمة أمس سائقا بالمحكمة العليا بعام حبسا نافذا بعد أن تمّت متابعته بالتزوير واستعمال المزوّر والسرقة التي راح ضحّيتها قاضي بذات المحكمة، كما أقرّ المجلس بتغريم المتّهم ب 250 مليون سنتيم عن قيمة الشيك و20 مليون كتعويض للضحّية. وكان المجلس قد أجّل القضية فيما سبق قبل أن يتمّ الفصل فيها وإصدار الحكم في نفس الجلسة. المتّهم حاول أمام المجلس إنكار التّهمة الموجّهة إليه وراوغ القاضية من خلال قصّة الصكّ الضمان، مصرّحا بأن الضحّية القاضي كان قد باع له منزلا مقابل 250 مليون سنتيم دون أن يتكاتبا وقدّم له الصكّ كضمان لحصوله على المبلغ في حال أراد استرجاع منزله، الأمر الذي جعل القاضية تستغرب الرّواية، فكيف لقاضي أن يرتكب جنحتي إصدار صكّ بدون رصيد وتقديم صكّ كضمان؟ أمّا الضحّية من جهته فقد أكّد أن المتّهم »ع. كمال« معروف وسط القضاة بالمحكمة العليا ومعتاد على تقديم الخدمات للقضاة من خلال سحب مبلغ الأجرة له أو إحضار دفتر الصكوك من مركز البريد المتواجد بالقرب من المحكمة العليا، وأضاف أنه كان يضع ثقة كبيرة في المتّهم، موضّحا أنه منحه منزله مؤقّتا بعد أن تحصّل على منزل ثاني، حيث قدّم للمتّهم المنزل كإحسان طيلة ثماني سنوات طالبا منه إخلاءه إذا ما احتاج إليه. وهو ما حدث فعلا، حينما أراد الضحّية استرجاع منزله، حيث قام المتّهم بسرقة صكّ الضحّية وتدوين عليه المبلغ، وهو ما أكّده تقرير الخبرة من أن الكتابة المتواجدة فوق الصكّ تشابه بقدر كبير كتابة المتهّم. وكان ممثّل الحقّ العام قد التمس تشديد العقوبة ضد المتّهم، قبل أن يقرّ المجلس بإدانته بعام حبسا نافذا.