أفادت مصادر إعلامية إسبانية بأن الغرقى الخمسة الذين توفّوا في عرض سواحل إسبانيا لا يوجد من بينهم جزائريون، مشيرة إلى أنه لم يتمّ تحديد هويتهم إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، إلاّ أنه يحتمل أكثر أن يكونوا من دول الساحل الإفريقي بالنّظر إلى بعض المعطيات الأولّية. وقالت مصادر إعلامية أن من بين الغرقى الخمسة رضيعان، عثر عليهم عندما كانت طائرة تابعة لمصلحة الإنقاذ تقوم بجولات استطلاع تفقّدية روتينية لرصد قوارب الهجرة السرّية في مياه البحر المتوسّط جنوب شرق إسبانيا، حيث رصدت قاربا واحدا في الساعات الأولى من مساء السبت على بعد 43 ميلا جنوب شواطئ إقليم غرناطة. وأضافت المصادر أن قائمة المحتجزين يحتمل جدّا أن تحمل أسماء جزائريين أو مغاربة، مشيرة إلى أن سفينة إنقاذ برفقة دورية للحرس المدني توجهت نحو القارب، حيث وجداه على وشك الغرق وعلى متنه قرابة أربعين شخصا. ومن سوء حظ المهاجرين، أنه بمجرد وصول السفينة والدورية، وقف بعض المهاجرين وسط القارب، فخل توازنه وانقلب وترتب عن ذلك سقوط جميع المهاجرين في البحر وكانت الحصيلة غرق خمسة أشخاص وهم رضيعان وامرأة ورجلان. وتمكنت فرق الإسعاف من إنقاذ حياة 32 شخصا، يوجد بينهم رضيع لا يتجاوز عمره السنة. وجرى نقل الرضيع برفقة والده نحو المستشفى، في حين تمت إحالة جميع المهاجرين إلى مركز للشرطة في مدينة موتريل بإقليم غرناطة لتحديد هويتهم، وأكدت وزارة الداخلية أن أغلبية المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء مثل مالي والسنغال والنيجر وكذلك بعض المغاربة. وتماشيا مع القانون، فبعد عملية تحديد هوية المهاجرين السريين ستكون الخطوة التالية ترحيلهم نحو أوطانهم الأصلية بحكم أن مدريد تجمعها اتفاقيات ترحيل بمختلف الدول الإفريقية. وأبرزت مصادر بوزارة الداخلية أن الاعتقاد السائد هو انطلاق القارب من شمال شرق المغرب، أي المنطقة الممتدة ما بين الناضور وإقليم وجدة أو من سواحل غرب الجزائر. وتابعت أن بعض المهاجرين يموتون خلال عملية الانقاد، إذ بدون وعي يقفون وسط القارب، فينقلب الأخير ويسقط الجميع في البحر، والأغلبية لا دراية لها بالسباحة خاصة مهاجري الدول غير المطلقة على البحر مثل مالي والنيجر. ومن المنتظر تقديم ربان القارب للمحاكمة بتهمة القتل غير العمد، إذ ينص القانون الإسباني الخاص بالهجرة على محاكمة ربابنة قوارب الموت الذين يتسببون في موت المهاجرين. وتتخوف الحكومة الاسبانية من عودة مآسي الهجرة لاسيما مع تحسن أحوال الجو والبحر، وكانت الهجرة قد غابت عن أجندة العلاقات الإسبانية مع دول المغرب العربي وإفريقيا الغربية بعدما تراجعت الظاهرة بشكل ملفت للنظر خلال السنتين الأخيرتين. ويرى المهتمون بالهجرة السرية أن الأمر يتعلق فقط ببعض الأفارقة الذين يعيشون في المغرب ويرغبون في الهجرة السرية، ويؤكدون أن أغلبية الشباب الإفريقي تدرك الأزمة التي تعيشها أوروبا، ولهذا فنادرا ما يتم رصد قارب للهجرة في سواحل اسبانياالجنوبية أو في جزر الخالدات (كناري) المقابلة للسواحل الجنوبية المغربية والتي تقصدها قوارب تنطلق من موريتانيا والسنغال.