بينما كشف مدير البحث العلمي والتطور التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالجزائر العاصمة عن وجود ستمائة باحث جزائري، خارج تراب الجزائر معترف بهم عالميا في مختلف مجالات البحث العلمي، يبقى عدد كبير منهم في الداخل، يبحثون عن الدعم والاهتمام من طرف الدولة، الذي يمكنهم من تقديم مشاريع في العديد من مجالات البحث العلمي، من شأنها أن تخدم التنمية في البلاد· ومن بين هؤلاء المبتكرين الذين التقتهم (أخبار اليوم) من خلال الجولة التي قامت بها بين أروقة وأجنحة المعرض، جلاخ عبد الفتاح، وهو باحث وخبير في الطاقة الحيوية وعضو المركز الدولي للطاقة الحيوية، وهو أيضا مستشار في الأعشاب الطبية والتغذية وممارس للرقية الشرعية، وهو عضو أيضا في منتدى رؤساء المراكز العرب ومدير مركز السلام الكائن مقره بولاية ورقلة، الذي توصل بفضل أبحاثه إلى ابتكار حزام مبطن داخليا يمسك فقرات الظهر للمرأة الحامل، لمنع الجنين من السقوط، وهو مكون من جزئين، جزء للباس وجزء الكتروني يحتوي على مسجل للقرآن الكريم، وقال المخترع في تصريح ل(أخبار اليوم)، أنه استوحى فكرة المشروع أثناء حمل زوجته التي كانت معرَّضة لخطر الإجهاض وفقدان الجنين بنسبة 90 بالمائة حسب تأكيدات أطباء التوليد، وهو الأمر الذي جعله يفكر في طريقة وحل ما لإنقاذ الجنين، وهو ما توصل إليه فعلا بعد العديد من الدراسات والأبحاث، إذ صممه في ظرف خمسة أيام، وأثبت نجاعته وحقق نتائج إيجابية على أرض الواقع، ولديه الآن ابنة عمرها عامان، كما أنه يُسمع القرآن الكريم للجنين عن طريق ذبذبات صوتية تحت الجلد كون حاسة السمع الوحيدة التي لا تنام والرحم أول منازل الإنسان إذ يمكث فيه تسعة أشهر كاملة، وبالتالي يجب إحاطته بآيات القرآن الكريم· ويؤكد صاحب براءة الاختراع أن لهذا الحزام فوائدَ أخرى على غرار الإجهاض، فهو يعالج أيضا مشكلة العقم لاحتوائه على مسجل للقرآن الكريم واستنادا إلى قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، كما يعالج أيضا مشكلة تعاني منها كل نساء العالم والمتمثلة في ترهلات البطن فيما بعد الولادة، كما يساعد المرأة الحامل على أداء واجباتها المنزلية براحة تامة، دون تعريض حياتها وحياة جنينها للخطر· ويؤكد صاحب هذا الاختراع الفريد من نوعه أن الجهاز أثبت نجاعته، إذ تم تقديمُه لطبيب نساء وتوليد بولاية ورقلة، وتمت تجربته على عدة نساء حوامل كن يعانين من نفس المشكلة، وكلهن تمكنَّ من الحفاظ على أجنتهن بإذن الله تعالى· وعن تكلفته يضيف جلاخ أنها في متناول الجميع إذ تتراوح ما بين 5000دج و7000دج، وتمنى لو يجد الدعم والتمويل من طرف المؤسسات والمسؤولين لتطوير هذا الجهاز النادر، مؤكدا أنه لو تم صنعه من طرف مبتكر أجنبي لكانت تكلفته باهظة جدا، بينما إذا اخترعه جزائري فلن يلقى الدعم والتمويل، مؤكدا على المنفعة الكبيرة التي يقدمها للنساء الحوامل ومحافظته على الأجنة بأرحامهن، وللحد من ظاهرة الإجهاض التي انتشرت مؤخرا بفعل عوامل عديدة، وتناول النساء لمختلف موانع الحمل المضرة بالصحة، والتي تنعكس سلبا على حظوظ المرأة في الحمل مستقبلا· وعن المساهمات التي قدمها طيلة مشواره المهني يقول صاحب الاختراع بأنه قدم برامج تعليمية للإعلام الآلي وجَّهها لتلاميذ الأقسام النهائية، كما قدم برنامجا تعليميا للقضاء على العنف في الملاعب للرابطة الرياضية لولاية ورقلة وهو قيد الدراسة الآن، أما عن جديده فيضيف محدثنا أنه بصدد التحضير لبرنامجين تعليميين جديدين، بالإضافة إلى جهازين جديدين سيريان النور قريبا، فدراستهما تمت وتجسيدهما تم ولم يتبق سوى عرضهما على الجهات المعنية· لينهي كلامه بأهمية الاختراع في تطوير وتنمية البلاد، فالتوصل إلى فكرة جديدة بالكامل مرتبطة بالتكنولوجيا يترتب عليها الحصول على شيء جديد، ولكنه يظل حبرا على ورق وحبيسا لجدران المعمل إذا لم يتلق الدعم والتمويل الكافي من طرف المسؤولين·