تعيش ليبيا في الأيام الأخيرة ما يمكن وصفه بإرهاصات ثورة جديدة في ظل مجموعة من المعطيات الأمنية والسياسية، وفي ظل تنامي فوضى التسلح، وتصاعد الإجرام، ومعطيات كثيرة تجعل الإخوة الأعداء الذين كانوا يسمون أنفسهم بالثوار يتقاتلون على تركة نظام القذافي، ويختلفون حول كل شيء تقريبا، ولم يكن غريبا أن يخرج آلاف الليبيين إلى الشارع مطالبين بالتغيير مرة أخرى·· وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام أن عددا كبيرا من الليبيين خرجوا في مظاهرة يوم 7 ديسمبر في العاصمة الليبية طرابلس احتجاجا على الفوضى الناجمة عن تواجد ميليشيات تحمل السلاح في طرابلس ودعما لوزارتي الدفاع والداخلية اللتين تسعيان لضبط انتشار ظاهرة التسلح· وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها (العاصمة لجميع الليبيين ولكن من سيسكنها هم المدنيون) و(لا للكتائب المسلحة داخل طرابلس وضواحيها)· كما انضم العشرات من عناصر الشرطة بثيابهم العسكرية إلى المتظاهرين· وكانت الحكومة الليبية قد أعلنت في وقت سابق أنها منحت مهلة أسبوعين للمليشيات المسلحة لمغادرة طرابلس· وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة عبد الرحيم الكيب أنه (في حال لم تغادر الميليشيات العاصمة قبل العشرين من ديسمبر، فإن سكان طرابلس والحكومة سيغلقون المدينة أمام حركة المرور)·