يبدو أن مشكل ازدحام الطرقات الذي اشتكى منه الكل قد يعود بالفائدة على البعض بعد أن أصبح يمكنهم من اقتناء بعض الحاجيات مغتنمين توقف حافلات النقل أو حتى سيارات الخواص من أمام طاولات البيع وأمام المحلات وبات الوقت المطول المستغرق في الازدحام يمكنهم من اقتناء حاجياتهم بكل روية وهدوء حتى أنهم ينزلون من أماكنهم ويقضون حاجتهم ثم يرجعون ويصعدون في سياراتهم أو في الحافلات، وما ساعدهم هو انتشار الباعة على مستوى الطرقات إلى جانب مصادفتهم للازدحام أمام المحلات مما يمكنهم من اقتناء مختلف الأشياء كالسندويتشات والخبز والخضر والشاي ومختلف السلع الأخرى. ذلك ما بتنا نصادفه على مستوى طرقاتنا بصفة يومية وهو الوجه الايجابي الوحيد الناجم عن آفة الازدحام التي باتت تملا طرقاتنا من كل جانب. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين للوقوف عند هذه النقطة وحول الايجابيات القليلة التي بات يفرزها الازدحام مؤخرا وحول المواقف المضحكة الصادرة من بعض المواطنين. عن هذا قالت الآنسة منال انه بالفعل في الأيام الأخيرة صادفت هي شخصيا الموقف بحيث أثناء الازدحام الذي شهدته منطقة "لاقلاسيار"المعروفة بشدة الازدحام على مستواها ما مكنها هي وزميلتها من اقتناء الشاي والفول السوداني من شرفة الحافلة من احدهم التي كان يعرضها على حواف الطريق وهو الأمر الذي اضحك جميع الركاب الآخرين، وهناك من اخبروه أننا سنفرا بالمبلغ من باب المزاح إلا أن الوقت الطويل الذي مكثنا به والذي تجاوز العشر دقائق مكننا من تسلم الشاي والفول السوداني وتقديم ثمنهما إلى البائع في متسع من الوقت وبكل هدوء دون أدنى إزعاج أو تسارع. أما السيد عبد الله فقال أن الازدحام مكنه في مرة من اقتناء رغائف الخبز من المحل الذي دأب على اقتناء الخبز منه بالابيار وانتهز فرصة الازدحام الذي لا تخرج منه الناحية المذكورة في اغلب ساعات اليوم وراح ينزل من الحافلة ويذهب إلى المخبزة التي يقصدها دوما بالابيار وجلب منها الخبز ثم عاد إلى الحافلة التي مكثت بعدها في نفس المكان لمدة لا تقل عن الربع ساعة هناك وقال أن الوقت المستغرق في الازدحام هو طويل مما يمكن المرء من قضاء حاجياته والعودة ثانية إلى مكانه بالحافلة. هي ظواهر افرزها الازدحام اكتست طابع الايجابية فبعد استغراق وقت الازدحام في القراءة والمطالعة راح البعض إلى انتهازه في اقتناء بعض الحاجيات من الطاولات والمحلات مما يؤكد أن الازدحام بات آفة تلحق بطرقاتنا، وبعد أن ضاق منه الكل درعا باتوا يستغلونه في أمور ايجابية لتناسي الوقت ودفع النرفزة فهذا يسد فراغ الازدحام الخانق بمطالعة جريدة وآخر بتلاوة القران وراح البعض مؤخرا على اغتنام الفرص واستغلاله في اقتناء بعض الحاجيات، وهي في مجملها ظواهر افرزها الازدحام تارة تنحو منحى ايجابيا وتارة أخرى منحا سلبيا وكل يسعى إلى التجاوب معه بدفع الأعصاب والقلق.