يواجه المسافرون عبر مختلف وسائل النقل العام والخاص العديد من المشاكل والمضايقات تؤدي في كثير من الأحيان إلى شجارات لا يسلم منها لا الصغير ولا الكبير، ولا النساء، وقد تختلف أنواع الشجارات بين الناس، وتكون لعدة أسباب، فهناك أناس يتعاركون لأتفه الأسباب، لكن أن يصل الأمر لحد الشجار بسبب النزول من الحافلة، فهو الأمر الذي بات يدعو إلى الخجل، ويدعو المواطنين، خاصة الذين يستعملون الحافلات كوسيلة لتنقلهم إلى مراجعة حساباتهم، قبل أن يقعوا في فخ الشجارات· الوضع الذي بات معروفا لدى الجميع بعدما شهد العديد من الشجارات، هو أنه عند توقف الحافلة في المحطة المطلوبة التي تعرف نزول عدد كبير من الركاب، أو أخر محطة تقصدها الحافلة، تجد معظم الركاب يعمدون إلى الوقوف جماعيا وكل واحد منهم يريد النزول أولا، فالذي يجلس في آخر الحافلة أو وسطها يريد أن ينزل قبل الذي يجلس في مقدمة الحافلة وأمام الباب، وهو ما من شأنه أن يثير الفوضى، وبالتالي يثير غيظ وسخط المسافرين على بعضهم البعض، ويوقعهم في صراعات تصل في كثير من الأحيان إلى اشتباكات بالأيادي واستعمال كلام بذيء وجارح، وهو ما أكدته لنا الآنسة (ن·خ) التي تقول بأنها سئمت من الكلام الكثير في هذا الموضوع، خاصة وأنها كانت تتأمل الكف عن هذه الظاهرة الجديدة التي استفحلت وانتشرت بين بعض المواطنين الذين لا يملكون ذرة احترام واحدة للغير، فقد أصبحت تتعمد الركوب في المقاعد الأولى للحافلة، لتتجنب تلك المضايقات الكثيرة التي كانت تتعرض لها عند النزول من الحافلة، خاصة أنها تنزل قبل المحطة الأخيرة للحافلة، وهو الأمر الذي يتطلب منها أن تكون قريبة للباب للنزول بسرعة وسهولة ودون مضايقات، لتقول بأنها في الماضي كانت تجلس بالأماكن الوسطى للحافلة مما يجعلها عرضة للسب والشتم على حد تعبيرها من أشخاص قليلي التربية والاحترام، كما أن بعض المسافرين خاصة الذين يكونون واقفين يصعبون من مهمة نزولك لا لسبب سوى صراعهم للفوز بالمقاعد التي أصبحت شاغرة بمجرد نزول ركابها· آنسة أخرى وهي طالبة جامعية، تقول بأنها تعرضت للعديد من الكدمات جراء هذا النزول الجماعي للمسافرين، فهي تعاني يوميا من هذه المضايقات أثناء ذهابها إلى جامعتها، ولدى عودتها إلى البيت حتى باتت تتجنب في كثير من الأحيان التنقل عبر الحافلات، لتتعمد التنقل في كثير من الأحيان في سيارات الأجرة، التي تعتبرها أأمن وأرحم، حتى وإن كانت تكلف مبالغ مالية معتبرة تثقل كاهلها وكاهل والديها، لتنعم بأيام معدودة فقط بالتنقل مرتاحة وبعيدا عن ضجيج ومضايقات الغير، قبل أن تضطر للعودة إلى جحيم الحافلات ومشاكلها الكثيرة، لتضيف بأن ثقافة الاحترام انعدمت لدى البعض من المواطنين، وبات الجميع يفضل مصلحته قبل مصلحة غيره، إذ لا يهمهم إن كانوا بتصرفهم هذا يضايقون غيرهم، فتجد الأغلبية نساء ورجالا يسارعون للنزول من حافلة تحتوي على بابين فقط، وكأن أشغالهم ستهرب إن لم ينزلوا بتلك السرعة والفوضى التي تثير التذمر والاستياء الشديدين لدى المواطنين·