تشهد المرافق الجامعية مؤخرا حالات غريبة ندهش لوقوعها في مثل هذه الأماكن وكأنه لم يعد للجامعة حرمة ولا لحافلات نقل الطلبة وحتى المحطات الخاصة بهم وما يحصل فيها من اعتداءات بالضرب والتعرّض للسرقة والمضايقات اتجاه الفتيات من قبل المنحرفين الذين يدخلون هذه المحطات دون وجود أية موانع تحمي الطلبة بداخلها. على غرار كل ما يحصل لهؤلاء الطلبة مما سبق ذكره، فما لفت انتباهنا وجعلنا نتساءل عن غياب الرقابة هو قدوم أحد السكارى مع صديق له إلى محطة نقل الطلبة بيزي بتافورة، حاملاً بيده زجاجة خمر أمام مرأى الجميع والشرب منها، ومعاكسة الطالبات ومحاولة التقرب إليهن مما جعل أحد الطلبة الذكور يضيق ذرعًا من تصرفات هذين المتسكعين وحاول الدفاع عن الطالبات داخل المحطة فتعرّض لضرب مبرح من قبلهما لتتدخل الشرطة في نهاية المطاف وتنقذ الطالب الذي أصبح ضحية لأنه قام بدور رجال الأمن، فقد كان بالإمكان أن يحدث مالا يحمد عقباه مادام المنحرفان اللذان اقتحما المحطة في حالة سكر، ففرضًا قتلاه أو قاما بإلحاق الضرر بإحدى الطالبات، ففي ماذا سينفع تدخل رجال الأمن فيما بعد، فكما يقال في عاميتنا (بعدما يطيح الفاس فالرأس). مجموعة منحرفين آخرين كانت جرأتهم أكثر، حيث قاموا بالصعود إلى حافلة نقل الطلبة المتجهة نحو مدينة بوفرة إنطلاقا من محطة النقل الجامعي بالقبة القديمة مصطحبين معهم زجاجات خمر، هو ما أخبرتنا به إحدى الطالبات التي كانت بداخل تلك الحافلة، فتحدثت لنا عن الإزعاج الذي تسببه هذه الشلة من الشباب الضائعين على حدّ قولها، فهم يقومون بالتزاحم على مستوى باب الحافلة ويأخذون معظم مقاعدها كما يحجزون لأصدقائهم الذين لم يصعدوا بعد، وطبعًا بما أنهم أشخاص فاسدون لا أحد يفكر في الجلوس أمامهم دون أن يحجزوا المقاعد المجاورة لهم ثم يبدؤون بالتكلم مع بعضهم البعض بصوت مرتفع والضحك بطريقة مثيرة للإزعاج كما لو كانوا في غابة، ويستعملون ألفاظا بذيئة ويتكلمون في مواضيع غير أخلاقية مما يجعل وضع الطلبة داخل تلك الحافلة محرجًا جدًا بما أنهم مختلطون ذكورا وإناثًا، كما لا يمكن لأحدهم أن يتدخل ويوقف المهزلة التي يقوم بها هؤلاء المنحرفون داخل الحافلة لتجنب اشتباك معهم وخوفا للتعرّض لأي أذى من قبلهم. إضافة إلى ما يحدث بمحطات نقل الطلبة والحافلات من أمور خطيرة انتقلت هذه الخطورة إلى الحرم الجامعي الذي أصبح ملاذًا للمنحرفين. تقول الطالبة (أ.د) طالبة بجامعة دالي ابراهيم بأنه حدث أمر جعل الطلبة يتذمرون ويخافون على أنفسهم داخل الجامعة بعدما كانوا يظنون بأنها المكان الوحيد الأكثر أمنًا بعد منزلهم، فقد قام شاب باقتحام الجامعة فارًا من مجموعة خصوم له كانوا يطاردونه وبما أنّ لدى جامعة دالي ابراهيم ثلاثة أبواب، اثنتان لدخول الطلبة وخروجهم وواحد لدخول السيارات وكلها مفتوحة طول النهار كما لو كان مدخلها هو مدخل معرض، مما جعل الشاب الفار من تلك العصابة التي تطارده يجد المجال مفتوحا أمامه للاختباء في الجامعة، ثم لتلحق به تلك العصابة ويحدثون معركة داخل الجامعة جعل الطلبة وخصوصا الطالبات يتعرضن لذعر كبير جراء الفوضى التي أحدثها الشجار والمشادات بين أعوان أمن الجامعة وبين الشبان الذين اقتحموا الجامعة ليتمكن هؤلاء المنحرفون أخيرًا من الفرار من السور الذي لا يتجاوز طوله المتر ونصف خلف قاعات الجامعة. فحصول أمور كهذه لابد أن تكون لسبب واحد ووحيد، وهو الغياب الكلي للرقابة أثناء صعود الحافلات وكذلك دخول الجامعات ومحطات النقل الجامعي مما يفسح المجال أمام هؤلاء الانتهازيين المنحرفين لفعل كل ما يريدونه من تصرفات تمس بأمن الطلبة. لتبقى أماني هؤلاء الطلبة في تحقيق الأمن الكلي خصوصا في مرافقهم الجامعية بتشديد الرقابة على كل من يقدم على الدخول إليها وطرد المنحرفين منها.