تعيين التقني بوعلام لعروم على رأس المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية، يُعد في حد ذاته بمثابة إعادة الهيبة المفقودة للمدرب المحلي بطريقة غير مباشرة، ولكن هذا لايعني بالضرورة أن تعيين لعروم في منصب حساس، فتح الباب في وجه المدرب المحلي لفرض نفسه وتحمل مسؤولية من العيار الثقيل، بالعكس فتعيين مدرب أجنبي على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الأولمبي خلفا للتقني السابق عزالدين آيت جودي هو تأكيد أن الهيئة المشرفة على تسيير شؤون الكرة الجزائرية برئاسة محمد روراوة لا تثق في مؤهلات المدرب المحلي والاستعانة بخدمات المدرب الأجنبي· صحيح لابد من الاعتراف بفشل المدرب المحلي في قيادة المنتخبات الوطنية لمختلف الأصناف إلى بر الأمان، ولكن من الضروري إعادة النظر في السياسة المنتهجة من قبل المديرية الفنية ببرمجة العديد من التربصات القصيرة للاعبين الذين يريدون اقتحام مجال التدريب بعد انتهاء مشوارهم الكروي كلاعبين، وبالأخص الذين يتزعمون أنهم قادرون على تقديم الإضافة للكرة الجزائرية· وبالتالي فتغطية الفراغ الموجود على الساحة الكروية يمر بحتمية إعادة الاعتبار للمدرب المحلي الذي بات في نظر الجهات المعنية غير مؤهل تماما لتدريب الفئات الصغرى للمنتخب الوطني لأن الاستعانة بمدرب أجنبي مغمور، هو دليل قاطع أن مرض الكرة الجزائرية يكمن بالدرجة الأولى في عدم توضيح الرؤية وانتهاج سياسة الترقيع نظير صرف أموال طائلة·