كشفت جلسة محاكمة اثنين من عناصر كتيبة الأرقم الناشطة على مستوى محور الوسط (العاصمة، بومرداس وتيزي وزو)، أحدهما كان مكلّفا بالإعلام أن التنظيم الإرهابي للجماعة السلفية للدعوة والقتال يعطي أهمّية كبيرة لخلايا الاتّصال والإعلام ويعتمد عليها في التخطيط للعمليات الانتحارية من خلال ما تقوم به من رصد لمعلومات تنشرها الصحافة الوطنية والأجنبية عن تحرّكات ما يسمّى بتنظيم القاعدة والأعمال الانتحارية التي تقوم بها الجزائر وتتبّع صداها الإعلامي، حيث يقوم التنظيم بتعيين أمراء على رأس خلايا الاتّصال· كما أماطت جلسة المحاكمة اللّثام عن الرؤوس المدبّرة للعمليات الإرهابية على رأسها مجزرة سي مصطفى بولاية بومرداس سنة 2007 وتفجير مقرّ أمن دائرة الثنية، بالإضافة إلى تفجير موكب مدرسة الضبط بسوق الأحد أثناء عملية تأمين نقل مهندس فرنسي رفقة بعض الجنود· حيث كشف المتّهمان أن المجموعة الإرهابية التي نفّذت هذه المجازر كان يقودها إرهابي يكنّى (الحلواني) ينحدر من مدينة يسّر، والتي تنضوي تحت لواء كتيبة الأرقم· تفاصيل ووقائع الملف التي عالجته محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة تعود إلى تاريخ إلقاء القبض على المتّهم (خ· إبراهيم) البالغ من العمر 27 سنة، في اشتباك مسلّح بين مصالح الأمن والعناصر الإرهابية التي كان يقودها الإرهابي (الحلواني) الذي قضي عليه فيما تمّ إلقاء القبض على المتّهم، حيث توصّل التحقيق القضائي معه إلى أنه شارك في تفجيرات مسّت دائرة الأمن الحضري بالثنية، وكذا مقتل دركيين على غرار اختطاف مدير مركز سياحي بزمّوري وطلب فدية واختطاف المكلّف بالإنارة العمومية، حيث تمّ على إثر ذلك حجز مطبوعات ومناشير تحريضية بالإرهاب، فضلا عم أسلحة حربية من نوع كلاشينكوف، بنادق، ثلاث مضخّات وبعض الأقراص المضغوطة المحرّضة على الإرهاب والجهاد في الجزائر· وهي الوقائع التي أنكرها المتّهم (خ· إبراهيم) ليؤكّد أنه فعلا توجّه رفقة عمّه إلى سوق السيّارات بالحرّاش لشراء سيّارة من نوع (فورد) بمبلغ 53 مليون سنتيم ومن دون وثائق، وهي السيّارة التي تمّ بها تفجير مقرّ الأمن بالثنية· غير أن القاضية واجهت المتّهم بتصريحاته الأوّلية والمتعلّقة باختفائه في وادي يسّر لمدّة 3 أسابيع، وكذا اعترافه بالاِلتحاق بالجماعات الإرهابية في 1 فيفري 2008 أين صعد إلى الجبل وتمّت تزكيته، حيث زوّدته الجماعات الإرهابية بخنجر وقنبلة يدوية، بالإضافة إلى اعترافه بمنصبه الذي كلّفته به الجماعات الإرهابية وهو المكلّف بالإعلام· وإلى جانب المتّهم (إبراهيم) مثل صهره وهو المتّهم الثاني المدعو (ق· ناصر) صاحب مزرعة للبرتقال بيسّر، والذي توبع بالإشادة وتشجيع وتمويل الإرهاب، خاصّة وأنه أقلّ صهره الإرهابي عدّة مرّات، حيث نفى المتّهم ذلك لتواجهه القاضية بقيامه بإبلاغ الجماعات عن مرافقة أحدهم لبعض العاهرات أين تمّ تصفيتهم· النيابة العامّة وقفت عند خطورة الوقائع وأكّدت خلال المرافعة أن المتّهم (خ· إبراهيم) انضمّ إلى الجماعات الإرهابية التي تنشط في الوسط وبومرداس، وهذا انطلاقا من تصريحاته أمام مصالح الضبطية القضائية، والتي جاءت متسلسلة ومترابطة، حيث أورد أسماء الجماعات الإرهابية، مكان تمركزهم والتجهيزات التي كانت بحوزتهم، كما سرد كيفية وضع القنابل في الطرق العمومية وعمليات الاختطاف التي استهدفت تجّارا ومقاولين، وقد تمّ ضبطه في اشتباك بين الأمن والإرهاب وتمّ حجز الأسلحة، بالاضافة إلى أنه من ساعد عمّه في شراء السيّارة التي فجّر بها أمن دائرة الثنية· وأردف النّائب العام في مرافعته بالحديث عن المتّهم الثاني الذي دعّم الجماعات الإرهابية بالأكل، الملبس والهواتف النقّالة، كما كان على اتّصال دائم بالإرهابي (خليفي)، ليلتمس تسليط عقوبة 20 سنة سجنا على المتّهم (إبراهيم) و10 سنوات سجنا نافذا لصهره·