تختار أغلب العائلات الجزائرية إقامة أعراسها في فصل الصيف كونه الموسم الأنسب لإقامة الولائم، وإقامة حفل العرس في قاعة حفلات هو تحصيل حاصل في السنوات الأخيرة وراحت أغلب الأسر إلى إعداد العدة من الآن قصد حجز القاعة كونها تترأس تحضيرات العرس، إلا أن المشكل القائم هو قلة تلك القاعات خاصة وأن العديد منها تعرضت إلى الغلق بالنظر إلى عدم مطابقتها لبعض الشروط الضرورية التي تفرضها ممارسة مثل تلك النشاطات مما أدى إلى تقليص عددها وانقلب بالسلب على ارتفاع سعرها الذي وصل إلى 25 مليون وهو لا ينخفض عن 10 ملايين تبعا لمستوى القاعة. تشكو العديد من العائلات من النقص الذي خلفه الغلق الذي تعرضت إليه العديد من قاعات الزفاف عبر العاصمة وضواحيها على غرار عين النعجة، بئر خادم، السمار، بئر توتة،··· مما أجبرها على الحوم هنا وهناك من أجل الظفر بقاعة لإقامة ولائمها الأمر الذي انقلب بتسجيل غلاء فاحش في بعضها التي بقيت مفتوحة ولا تنزل قاعة عادية عن 8 ملايين لترتفع إلى 10 و12 مليونا ولا نقول الفخمة التي تصل إلى 25 و27 مليونا· وكان الإقبال كبيرا على تلك التي يتراوح سعرها بين 8 و10 ملايين سنتيم بحيث تنافست عليها العائلات حتى وإن كانت تبعد عن مقرات سكناها بعشرات الكيلومترات، فالندرة الحاصلة، وكذا الأسعار الملتهبة جعلت الأسر تضحي بشرط قرب القاعة من مقر سكناها على الرغم من الإيجابيات التي يحوزها ذلك الشرط· وبعد العد التنازلي لقدوم موسم الأفراح الذي سيسبق حلول رمضان المعظم راحت العديد من العائلات المقبلة على تزويج أحد أبنائها أو بناتها إلى المسارعة من أجل الظفر بقاعة في ظل تقليص عددها مما انقلب بالسلب على المواطنين وأوصلهم إلى مجابهة مشقة البحث عن قاعة للحفلات والانطلاق في رحلتها مبكرا نوعا ما· ما قالته السيدة (ف· علجية) من العاصمة المقبلة على تزويج ابنتها بحيث قامت بحجز القاعة مند ديسمبر الفارط على أن يقام العرس في شهر جويلية، وأضافت أنها تعبت في رحلة البحث عن قاعة خاصة وأنها كانت تقيم كل أعراسها بقاعة في عين النعجة تعرضت إلى الغلق منذ سنتين تقريبا، ما دفعها إلى إقامة عرس ابنتها بقاعة جد عادية ببئر خادم تلك التي لم تظفر بها إلا بشق الأنفس بمبلغ 10 ملايين سنتيم· ذات المشكل طرحته السيدة فاطمة التي قالت أنها كانت تقيم أعراس أبنائها بقاعة حفلات ببئر توتة، إلا أنها تعرضت إلى الغلق ما أجبرها إلى الانتقال إلى العاصمة وإطالة المسافة من أجل انتقاء واحدة على الرغم من بعد المسافة فليست بيدها حيلة خاصة وأن قاعات الحفلات الأخرى بذات الناحية لا تنزل عن 15 مليونا أما الرديئة فهي ب 8 ملايين ورأت أنها تضيف مليونين على أن تضيع مالها في قاعة ليست في مستوى الحدث· وأضحت القاعات القليلة المنتشرة هنا وهناك لا تلبي رغبات العائلات المقبلة على حفلات زواج، بحيث نجد ذلك الصراع والتصادم فيما بين العائلات كلما حلّ موسم الأفراح بعد أن صارت قاعة الزفاف أمرا لا نقاش فيه في المجتمع الجزائري، كما أن الغلق الذي تعرضت إليه مئات القاعات أدى إلى ارتفاع أسعار حجز القاعات الناشطة، فيما اتجهت بعض العائلات إلى نوادي الشباب والتسلية وقاعات الجمعيات من أجل إقامة أعراسها في ظل الالتهاب الذي أفرزه الغلق الذي تعرضت إليه العديد من القاعات وفي نفس الوقت كان الصفقة المربحة بيد البعض الآخر بحيث أدى إلى حدوث بزنسة من طرف بعض مالكي قاعات الزفاف الذين ألهبوا الأسعار·