أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الأربعاء إن بلاده قد تبدأ في سحب قواتها من أفغانستان اعتبارا من السنة القادمة، فيما حذر وزير الدفاع الألماني كارل تيودور من تحديد تاريخ لسحب قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال كاميرون في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ردا على سؤال بشأن قدرة بلاده بدء الانسحاب اعتبارا من العام القادم "نعم بإمكاننا ذلك لكن لابد أن يكون هذا مستندا إلى الظروف القائمة هناك". وتابع "أعني أنه كلما أسرعنا في قدرتنا على نقل السيطرة على المناطق والأقاليم إلى الأفغان كلما كانت القدرة على إعادة بعض القوات للوطن أسرع". وكانت بريطانيا أعلنت مؤخرا أنها تريد سحب غالبية القوة التي يبلغ قوامها 9500 فرد من منطقة الحرب في غضون خمس سنوات بما يتوافق مع التطلعات الدولية لتسليم الأفغان سيطرة كاملة على أمنهم بنهاية عام 2014. وبحث كاميرون أمر أفغانستان واستراتيجيات الانسحاب مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أول زيارة يقوم بها إلى البيت الأبيض منذ توليه رئاسة الوزراء. ويتعرض الاثنان لضغوط داخلية قوية لسحب القوات من أفغانستان لکنهما قالا أيضا إنهما مصران على النجاح في مهمتهما الرامية إلى تحقيق الاستقرار في البلاد. ومن جانبه، قال وزير الدفاع الألماني كارل تيودور في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية: "من الضروري تحقيق أهداف معينة قبل البدء في سحب القوات". وتابع "بدون هذه الشروط لن يتم الأمر، لا يجب أن يكون الانسحاب هدفا في حد ذاته بل يجب ربطه بتحقيق أهداف معينة". وأوضح الوزير أن الهدف الذي يجب تحقيقه في أفغانستان في الوقت الحالي لا يتمثل في الوصول إلى ديمقراطية تشبه ديمقراطية الغرب وقال: "يجب أن نصل إلى الحد الأدنى من الاستقرار، إذا وصلنا لهذا يمكننا وقتها البدء في الانسحاب ولكن لا ينبغي وضع تاريخ نهائي للانسحاب لأن هذا سيكون حماقة".