ق قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن لصحيفة بريطانية أن وضع جداول زمنية لسحب القوات الدولية من أفغانستان قد يشجع حركة طالبان على تصعيد هجماتها على قوات التحالف. وقال راسموسن لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية أمس أن حركة طالبان تتابع عن كثب المناقشات السياسية في البلدان المشاركة بقوات في أفغانستان. وأضاف "وإذا اكتشفوا أنهم من خلال هجماتهم يمكنهم إضعاف التأييد لوجودهم في أفغانستان، فإنهم سيجدون حافزا لتصعيد هجماتهم على القوات الأجنبية". وكانت الخسائر الكبيرة في صفوف القوات الدولية بأفغانستان في جوان قد أضعفت التأييد الشعبي للحرب في بلدان حلف الأطلسي. وأعلنت كندا وهولندا وبولندا عن خطط لسحب قواتها، بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أنه يود أن تنسحب القوات البريطانية من أفغانستان في غضون خمسة أعوام. غير أن راسموسن قال أن بلدان حلف الأطلسي يجب ألا تسحب قواتها إلا حينما يكون الأفغان قادرين على الاضطلاع بالمسؤولية بأنفسهم. وأضاف "قد تكون لنا آمالنا، وقد تكون لنا توقعاتنا، لكني لا أستطيع تقديم أي ضمان بشأن موعد محدد أو عام محدد". وقال راسموسن أن انسحابا سابقا لأوانه من أفغانستان قد يجعل الغرب عرضة "لخطر إرهابي" متجدد من تنظيم القاعدة، وقد يزعزع الاستقرار في باكستان. وحذر من أن حركة طالبان قد تعود إلى أفغانستان، وقد تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذا آمنا لجماعات إرهابية تستخدمها منطلقا لهجمات إرهابية على أميركا الشمالية وأوروبا. وقال راسموسن أيضا إن إجراء تخفيضات للميزانيات العسكرية قد يضعف قدرات البلدان الأوروبية على العمل مع القوات الأميركية في المستقبل بسبب نقص التكنولوجيا المتطورة لديها مقارنة بالولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى قالت جماعة حقوقية أفغانية أول أمس أن 1074 مدنيا أفغانيا لقوا حتفهم في النصف الأول من العام الجاري، حيث يتحمل مسلحو طالبان المسؤولية عن أكثر من 60% من حوادث القتل. وجاء في تقرير مرصد الحقوق الأفغاني أن هذا الرقم يمثل ارتفاعا طفيفا مقارنة ب1059 مدنيا قتلوا في نفس الفترة من العام الماضي. وفي اليوم الذي نشر فيه التقرير، قتل ستة مدنيين وثلاثة حراس أمن واثنان من طالبان في حوادث متفرقة. وقالت قوات حلف شمال الأطلسي في بيان أن ستة مدنيين قتلوا عندما انفجرت قنبلة مزروعة على جانب الطريق في المركبة التي كانت تقلهم في لشكر غاه مركز ولاية هلمند جنوب البلاد. وأوضح البيان أن سيارة الركاب كانت في مؤخرة دورية للناتو وقت وقوع الانفجار, وقال داود أحمدي المتحدث باسم حاكم هلمند إن ستة آخرين جرحوا في الهجوم، وحمل مسلحي طالبان المسؤولية عن التفجير. ويذكر أن مسلحي طالبان يعتمدون بشكل كبير على استخدام القنابل المزروعة على جوانب الطرق كجزء من حملتهم ضد القوات الأفغانية والأجنبية في البلاد. وقال بيان الناتو أن المسلحين يتحملون مسؤولية مقتل 38 مدنيا من بينهم 15 قتلوا في انفجار قنابل مزروعة على جوانب الطرق خلال الأسبوع الماضي. وقال محمد شافي بهير، المسؤول في وزارة الدفاع الأفغانية، في مؤتمر صحفي أن المسلحين كانوا يستخدمون المتفجرات لصنع القنابل التي تزرع على جوانب الطرق حتى 2007، غير أن 80% من المواد التي استخدمها المسلحون في 2009 لصنع مثل هذه القنابل كانت نيترات الأمونيوم ونيترات البوتاسيوم. ويمكن العثور على هاتين المادتين في الأسمدة. ورغم الحظر الكامل على استيراد وإنتاج الأسمدة التي تحتوي على نيترات الأمونيوم من جانب الحكومة الأفغانية، لا يزال هناك اعتقاد بأن المسلحين يستوردون هذه المواد من باكستان المجاورة.