قال شهود إن قتالا عنيفا اندلع أمس الاثنين بين مقاتلي الجيش السوري والمنشقين في منطقة رئيسية بالعاصمة السورية دمشق· وقال سكان لرويترز عبر الهاتف إن أصوات نيران مدافع آلية ثقيلة وقذائف صاروخية دوت خلال الليل قادمة من حي المزة الواقع في غرب دمشق وهو أحد الأحياء الذي توجد به حراسة مشددة في العاصمة كما توجد به العديد من المنشآت الأمنية· وقالت ربة منزل تقطن بالمنطقة إن قتالا نشب بجوار سوق حمادة وإنها سمعت دوي انفجارات هناك وفي مناطق أخرى بالحي مضيفة أن قوات الأمن أغلقت عدة شوارع جانبية كما قطعت الكهرباء عن أعمدة الإنارة بالشوارع· وجاء القتال في العاصمة بعد أن هز انفجار سيارة ملغومة منطقة سكنية في مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية الأحد في الوقت الذي أبلغ فيه ناشطون عن وقوع اشتباكات عنيفة في أنحاء البلاد بين القوات الحكومية ومعارضين يقاتلون للإطاحة بالأسد· ومع تجمع المئات في دمشق الأحد لتأبين ضحايا انفجار سيارتين ملغومتين يوم السبت قال ناشطون إن قوات الأمن ضربت واعتقلت أشخاصا خلال مسيرة للمعارضة شارك فيها أكثر من 200 شخص عندما بدأ المحتجون يهتفون (الشعب يريد إسقاط النظام)· ومن بين من اعتقلوا وضربوا محمد سيد رصاص القيادي بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وهي جماعة معارضة زارت الصين وروسيا في محاولات لتشجيع الحوار بين الأسد والمعارضة· وترفض معظم جماعات المعارضة هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بسبب إصرارها على عدم اللجوء للعنف وموقفها ضد التدخل الخارجي· واعتقلت قوات الأمن أيضا فرزند عمر وهو طبيب وسياسي من حزب (بناء الدولة السورية) عندما وصل إلى مطار دمشق قادما من حلب مسقط رأسه· وعجزت القوى العالمية عن وقف إراقة الدماء المستمرة منذ أكثر من عام في سوريا· ولم تكشف المكاسب التي حققها الجيش في الآونة الأخيرة ضد مواقع المعارضة أي دلالة على إخماد العنف ولا تظهر في الأفق أي إمكانية للتوصل إلى تسوية من خلال التفاوض· وتقول الأممالمتحدة إن قوات الأمن قتلت أكثر من ثمانية آلاف شخص وأن الأوضاع الإنسانية مروعة· وتقول الحكومة السورية إن نحو ألفين من أفراد قوات الأمن قتلوا· وفي مدينة حلب المركز التجاري لسوريا ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن مجموعة إرهابية تقف وراء السيارة الملغومة التي قتلت شخصين وأصابت 30 آخرين عندما انفجرت في منطقة قريبة من مقر للأمن السياسي وكنيسة· وجاء انفجار السيارة الملغومة بعد يوم من تفجيرين أسفرا عن سقوط 27 قتيلا في العاصمة دمشق وإصابة ما يقرب من 100 آخرين· ولم تشهد حلب اضطرابات كثيرة مثل معظم أنحاء سوريا لكن أعمال العنف تزايدت فيها في الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت الثورة أكثر اتساعا وأكثر دموية· وقالت قناة الإخبارية شبه الرسمية إن قوات الأمن تلقت بلاغا بشأن السيارة الملغومة وأنها كانت تجلي السكان من المنطقة عند انفجارها· وذكرت القناة أن السيارة كانت تحمل 200 كيلوغرام من المتفجرات· وأظهرت صورٌ على موقع الوكالة العربية السورية للأنباء واجهات بناية مدمرة من جراء الانفجار وموظفي إغاثة يقفون قرب أكوام من الحطام والحفر الناجمة عن الانفجار· وعرض التلفزيون السوري لقطات لبقع دماء في شارع· وقالت فتاة لتلفزيون سوريا بينما كان وجهها مغطى بشظايا الزجاج إن الانفجار وقع فجأة وأن الشيء الوحيد الذي رأت أن تفعله هو السقوط على الأرض· وأضافت أن جميع واجهات المباني انهارت ولم يظل شيئا على حاله· ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم وقال ناشط من المجلس الثوري المحلي المعارض أن الحكومة هي التي دبرت الانفجار· ويصعب التأكد من التقارير الواردة من سوريا لأن الحكومة تفرض قيودا على دخول الصحفيين الأجانب·