أفادت تقارير صحافية مصرية بتدخل أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي لتسليم فتاتين أسلمتا إلى الكنيسة المصرية· وذكرت صحيفة (المصريون) أن فتاتي المنيا كرستين عزت فتحي (17سنة) ونانسي مجدي فتحي (16 سنة) قد تم تسليمهما إلى مطرانية المنيا الأسبوع الماضي، بناءً على طلب أحد أعضاء وفد الكونغرس الأمريكي الذي وُجد في القاهرة آنذاك، وأن الأجهزة الأمنية قد استجابت لطلبه بناءً على توجيهات عليا في سرية تامة، وقامت بتسليم الفتاتين إلى المطرانية بعد أن كانتا موجودتين في إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية· وقال شادي حنا -مدير المنظمة القبطية بأمريكا- في تسجيل فيديو له بُثَّ على أحد مواقع أقباط المهجر: إن أحد أبرز أعضاء الكونغرس الأمريكي المدافعين عن حق الأقباط (فرانك وولف) اتصل بنا، وأبلغنا أنه سوف يكون ضمن وفد برئاسة نانسي بوليسي رئيس مجلس النواب الأمريكي في زيارة إلى مصر، وأنه سوف يطرح على المسؤولين المصريين ما أسماه ظاهرة (اختطاف الفتيات المسيحيات)، وأنه سوف يطالب القيادة المصرية بحثِّ الأجهزة الأمنية في مساعدة أسر الفتيات (المختطفات) وسرعة القبض على (مختطفيهن) وتسليم الفتيات إلى أُسرهن· وقال حنا: إن وولف قد طلب منا أسماء هؤلاء الفتيات، وقام بتدوينها في مذكرة خاصة به· وأضاف أن مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي كانوا قد حضروا إلى القاهرة منذ حوالي 4 أشهر، وقاموا بزيارة سرية إلى محافظة المنيا والتقوا بأسر جميع الفتيات (المختطَفات) في المحافظة مثل أميرة صابر جمال -التي أسلمت منذ 6 أشهر ومودعة حاليًّا في دار رعاية بالجيزة- وكذلك أسرة الفتاتين نانسي وكرستين· وأعرب أعضاء الكونغرس عن تعاطفهم الشديد وتضامنهم مع أسر هؤلاء الفتيات، كما التقوا بعدد من القساوسة والرهبان واستمعوا إلى مطالبهم، وعلى رأس هذه المطالب إرجاع الفتيات اللواتي وصفوهن ب(المختطَفات)، وتسهيل عمليات بناء الكنائس في مصر· ويرجَّح أن يكون تسليم الفتاتين من قِبَل أجهزة الأمن المصرية إلى مطرانية المنيا استجابةً لطلب النائب في الكونغرس الأمريكي، والذي رافق الوفد الأمريكي في زيارته الأخيرة إلى مصر، والتقى أعضاءَ من المجلس العسكري وكذلك نواب المجلس النيابي والقيادات التنفيذية والأمنية· وأكد علي عبد الحميد -مؤسس جبهة (الدفاع عن الأسيرات المسلمات)- ل(المصريون) أن (تدخل الكونغرس الأمريكي في موضوع إسلام الفتيات يعني أن الولاياتالمتحدة تفرض الوصاية على مصر، وأنها بهذا الإجراء تساند الأقباط في خلق الفِتن الطائفية، نظرًا إلى أن ادِّعاء أن هؤلاء الفتيات مختطَفات عارٍ تمامًا عن الصحة، لأن هؤلاء الفتيات يدخلن الإسلام عن قناعة تامة وليس كُرهًا أو اختطافًا)· وقال: (إنني أتحدى أن تخرج فتاة ممن أُسلِمن إلى الكنيسة وتقول: إن أحدًا اختطفها أو قام بإكراهها على اعتناق الدين الإسلامي، أو حتى قام بإغرائها بالمال أو الزواج، كما تفعل المنظمات القبطية مع الفتيات المسلمات)· يُذكر أن الفتاتين قد سُلِّمتا إلى مطرانية المنيا الأسبوع الماضي بعد أن كانتا قد أعلنتا إسلامهما أوائل العام الماضي· وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهما وعرضتهما على نيابة قصر النيل، وأمام رئيس النيابة طلبتا عدم تسليمهما إلى أهلهما خوفًا من تعرُّضهما للقتل، الأمر الذي جعل النيابة تأمر بإيداعهما دور رعاية أيتام حتى لا تتعرضا للقتل، إلا أن الأجهزة الأمنية قامت بتسليمهما الأسبوع الفائت إلى مطرانية المنيا· ويُذكر أن الكنيسة المصرية لا تقبل أبداً أن يعتنق أي قبطي الإسلامَ وبخاصة الفتيات والسيدات، وتقوم باحتجازهن فور إعلانهن إسلامهن، وممارسة ضغوط شديدة عليهن لإجبارهن على العودة إلى المسيحية، وقد أثار المسلمون بمصر هذه النقطة مراراً واعتبروها مساسا بحق الإنسان في اختيار دينه وطعناً في الحريات الدينية التي تكفلها القوانين المعاصرة، إلا أن الكنيسة المصرية بقيت متصلبة متشبثة برأيها، وعادة ما يتواطأ النظام المصري معها بذريعة الخوف من الفتنة بين الأقباط والمسلمين، ولم يتغير الوضعُ حتى بعد سقوط مبارك·