الخيانة والغدر صارتا من الصفات المنتشرة بكثرة في مجتمعنا إلى حد فقدان الثقة وانعدامها أصلا بين بعض الفئات، وصارت الخيانة تحل محل الصداقة التي غابت فعلا معانيها في هذه الأيام بعد أن تخللتها بعض الشوائب التي قضت عليها، وصار الأصدقاء أعداء في بعض الأحيان لبعضهم البعض بعد أن استبدلوا الثقة بالغدر والصداقة بالخيانة لأقرب المقربين إليهم· ما كشفته عينات مستوحاة من الواقع المعاش ووصل الغدر إلى حد خطف الأزواج في وقت فعلت العنوسة فعلتها في الكثيرات، وصار الرجل ذلك الكنز الثمين الذي تبحث عنه أي فتاة ولو انتهجت طرق ملتوية، وأدى بها انعدام الضمير إلى خطف زوج صديقتها التي تربطها معها علاقة حميمة منذ الصغر، وحلت في الكثير من المواقف محل أختها لكن بين ليلة وضحاها صارت عدوتها اللدودة، وخربت بيتها بسطوها على زوجها· والغريب في الأمر أن من الزوجات من مهدن الطريق لتلك الأفعال بعد استقدامهن لبعض صديقاتهن إلى بيوتهن وفتح الأبواب لهن، خاصة وأن تلك الزوجة تضعها بمرتبة الأخت أو أكثر، إلا أن من الصديقات من كشرن عن أنيابهن وأزلن قناع الصداقة ورحن حتى إلى الغدر والخيانة لمن فتحن لهن بيوتهن بكل ثقة· ما سردته علينا سيدة رأت الغدر من أقرب المقربات إليها خاصة وأنهما تعارفتا منذ الصغر، بحيث بعد حدوث بعض المشاكل بينها وبين عائلتها فتحت لها محدثتنا صدرها وبيتها وساندتها في كل المواقف، إلا أن المعيشة السعيدة التي كانت تحياها في بيت الزوج وتوفر جل ضروريات الحياة أدى إلى تأجيج نار الغيرة بقلب صديقتها فحامت في عقلها فكرة استمالة الزوج، وبالفعل نجحت خطتها وتغيرت تصرفاته اتجاه زوجته وصار يختلق المشاكل إلى أن وصل الأمر إلى حد الانفصال، وبعد أيام سمعت بعقد قرانه على صديقتها التي فتحت لها في يوم أبواب بيتها ومدت لها يدها في أشد المحن فما كان عليها إلا رفع يديها إلى السماء والدعاء بأن يرفع الله تعالى الظلم الذي تعرضت إليه من أعز الناس إلى قلبها ومن بعدها زوجها· عينة أخرى لسيدة استقدمت صديقتها لكي تسعفها في نفاسها بعد أن رزقت بأول مولود خاصة وأن أهل زوجها وأهلها يقطنان بولاية تبعد عن العاصمة، فما كان عليها إلا الاستنجاد بصديقتها التي تعرفها منذ سنوات الدراسة وبالفعل أتت في الأول بنية رعايتها إلا أنه ومع مرور الأيام تحوّل قصدها إلى الزوج وبالفعل أسقطته في شباكها وحصلت مشاكل بينه وبين زوجته بسببها، وبعد كشفها للأمر، ولحسن الحظ أنها كشفت خيوط اللعبة مبكرا راحت إلى طرد صديقتها في الحين وإبعادها عن أعين زوجها، وتفادت بذلك خراب بيتها وتشتيت طفلها بعد مدة قصيرة من الزواج والتي لم تتعد عاما ونصف· قصة أخرى وقعت لفتاة كانت على وشك أن تزف إلى بيت عريسها إلا أن ثقتها العمياء أقعدتها في بيت أهلها، وراحت صديقتها التي كانت تخبرها بكل صغيرة وكبيرة إلى خطف زوجها بعد أن قرّبته هي منها وكان يتصل بها على رقمها الخاص، بحيث وضعتها بمرتبة الأخت، ولم يتبق على زفافها سوى ستة أشهر حتى سقط على مسامعها قرار فسخ الخطوبة واختلاق خطيبها لبعض الحجج الواهية واتهامها بتغيير طباعها نحوه وخروجها عن طوعه، إلا أنه وبعد الانفصال مباشرة سمعت بحفل خطوبة صديقتها التي لم تدعوها للحضور، بعدها كشفت أن العريس هو خطيبها السابق فتعرضت إلى أزمة نفسية حادة كانت نهايتها بأبواب عيادات الطب النفسي· هي بعض العينات من صميم الواقع التي تبرهن عن الغدر الذي وصل إليه البعض في الوقت الحالي، مما يؤدي إلى وجوب أخذ الاحتياطات الضرورية وعدم وضع الثقة في من ليسوا أهلا لها للمحافظة على كيان الأسرة وعدم زعزعتها من طرف أغراب وُضعوا في يوم ما في مرتبة الصديق العزيز الموثوق فيه·