رغم أن الصيف لم يحن بعد، فقد تسابق الشباب إلى الشواطئ بمجرد ارتفاع درجات الحرارة في الأسبوع الماضي، وذلك كي يظفروا بلون أسمر (برونزاج) يشير إلى أسبقيتهم في دخول مياه البحر كنوع من التفاخر، دون أن ينتبهوا إلى الأخطار المحدقة بهم جراء ذلك، وعلى رأسها سرطان الجلد، والتلوث الذي يعم بعض الشواطئ التي لم تخضع لعمليات التنظيف بعد··· والشائع بين الشباب، هو ذلك الاعتقاد بأن التعرض الطويل إلى الشمس و(البرونزاج) ليس خطرا مادامت حقيبة الإنسان تحوي عددا من الكريمات التي يقال عنها إنها واقية من الشمس أو مخففة لأضرارها· لكن كريمات الوقاية من الشمس تفيد في حالة واحدة وهي الوقاية من الأمراض التي تنتج من أشعة الشمس أو تشتد حدتها بها، ولكن لا بد أن يكون استخدام هذه الدهانات بطريقة صحيحة حيث تدهن بكمية كافية قبل الخروج من المنزل بنصف ساعة ويتكرر استخدامها كل ساعتين، كما يجب تجنب مستحضرات التجميل على المناطق المكشوفة من الجلد بقدر الإمكان لأن الحساسية التلامسية تتولد من أي مادة ولا يمكن التأكد من أن الشخص حساس من المادة إلا بعد التجربة، ولذلك، فمن المفيد تجنب أشعة الشمس في أوقات الذروة، أي من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الرابعة مساء، بالإضافة إلى ارتداء ملابس بيضاء وتجنب أنواع المساحيق والكريمات والصابون المعطر· ويحذر الأطباء من أن التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات معينة من النهار، وفي أوقات معينة من السنة قد يساعد على ظهور بعض الأمراض الجلدية، إذ أنه يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية أن تكون ذات تأثير مباشر بمفردها، كما يمكن أن تتفاعل مع بقايا مواد كيماوية على سطح الجلد مثل العطور والصابون وبقايا المنظفات في الملابس وعندئذ تتكون مواد نشطة تسبب التهاب الجلد· كما أن التعرض إلى أشعة الشمس في أوقات الذروة، أي من العاشرة صباحا إلى الرابعة عصرا، يؤدي إلى حدوث الحساسية الضوئية والطفح الحراري، بالإضافة إلى تنشيط الأمراض الجلدية التي تشتد حدتها بأشعة الشمس مثل: الذئبة الحمراء والحساسية الناتجة عن العطور بعد التعرض لأشعة الشمس· أماكن الاصطياف قد تكون جالبة لكثير من الأمراض الجلدية المختلفة، وعلى رأسها: المشاكل الناتجة عن أحواض السباحة والشواطئ مثل التهابات الكلور، العدوى الفطرية بأنواعها وخاصة التينيا، التهابات الثنايا، إضافة إلى حروق الشمس على الشواطئ وحساسيات العين والرمد·· على عكس الشتاء الذي يقتصر على التهابات حب الشباب، قشور الرأس، الصدفية، وغيرها من الأمور البسيطة، حيث إن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية هم هؤلاء الذين لديهم استعداد وراثي لبعض الأمراض الجلدية وخاصة أمراض الحساسية الوراثية (البنيوية) وأمراض قصور الدورة الدموية الطرفية، بالإضافة إلى الأمراض التي تحملها الجينات الوراثية·