في خطوة تصعيدية رافضة لنتائج الانتخابات الرئيسية، انضمّ المئات إلى متظاهري التحرير الرّافضين للنتيجة التي أعلنتها اللّجنة العليا للانتخابات الرئاسية· واحتشد المئات في ميدان التحرير بالقرب من شارع طلعت حرب، وخرجوا في مسيرة ردّدوا فيها هتافات (اللّجنة العليا باطل·· اللّجنة العليا باطل·· العسكري باطل)، و(يسقط يسقط حكم العسكر)، فيما افترش عدد من الشباب الأرصفة لمنع مرور السيّارات احتجاجا منهم على نتيجة الجولة الأولى، وتوقّفت حركة المرور بميدان التحرير بسبب المتظاهرين· وفي السياق ذاته، طالب المكتبُ التنفيذي لتحالف إنقاذ الثورة جماعةَ الإخوان المسلمين بسحب مرشحها الدكتور محمد مرسي من جولة الإعادة والعودة مرّة أخرى إلى ميدان التحرير بعد ثبوت مؤشّرات لعدم نزاهة العملية الانتخابية، منها تصويت ضبّاط ومجندي الشرطة والجيش لصالح شفيق مرشّح النّظام السابق، حسب قول التحالف· وأكّد (إنقاذ الثورة) في بيان له أن المجلس العسكري سخّر كلّ أجهزة الدولة لصالح الفريق أحمد شفيق، من أجل إنجاحه والقضاء على ثورة 25 جانفي، مطالبا القوى السياسية والثورية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، بالعودة إلى الميدان والتوحّد ضد عودة النّظام السابق والمطالبة بتطبيق قانون العزل السياسي على شفيق وإسقاطه· من جانبه، قال فؤاد أبوهميلة، المتحدّث باسم تحالف إنقاذ الثورة، إن الثورة في الأساس هي انقلابٌ على الشرعية الدستورية، وعلى فكرة النّظام العام التي أرساها النّظام السابق الفاسد لخدمة أهدافه وأغراضه، لذلك فحديث البعض عن شرعية أسقطتها الثورة هو كلامٌ غير مقبول لأن الثورات لا تعرف ما يسمّى شرعية الأنظمة المستبدة، وأكّد أن ثورة 25 جانفي ستفقد سلميتها إذا ما فاز شفيق بتلك الانتخابات التي يشوبها التزوير، مشيرا إلى تصويت ضبّاط وجنود الشرطة والجيش لصالح شفيق بالمخالفة للقانون· فيما قال إسلام إبراهيم، عضو المكتب التنفيذي لإنقاذ الثورة، إن اللّجنة العليا لانتخابات الرئاسة ارتكبت خطأ فادحا وخالفت القانون بإعادة شفيق إلى سباق الرئاسة بعد أن استبعدته، استنادا إلى قانون العزل السياسي، محذّرا من حدوث موجات عنف كردّ فعل طبيعي لفوز شفيق· إلى ذلك، اشتعلت النيران في مقرّي حملة الفريق أحمد شفيق في منطقة الدقي بالقاهرة، وفي محافظة الدقهلية، وذلك بعد ساعات قليلة فقط من إعلان تأهّله إلى جولة الإعادة بعد إعلان النتائج الرّسمية في وقت سابق الاثنين· وذكرت تقارير صحفية مصرية أن بعض المتظاهرين الغاضبين قاموا بالاعتداء على المقرّ الانتخابي لحملة شفيق في الدقي وحطّموا جميع محتوياته من أثاث وأجهزة كومبيوتر، ثمّ قاموا بإضرام النيران بمقرّ الحملة بالكامل ووصلت النيران إلى مستوى مرتفع، وعلى الفور أرسل مساعد وزير الداخلية عددًا كبيرًا من سيّارات الإطفاء والشرطة وتم إخماد الحريق· ولم يصب أيّ من أعضاء الحملة في الحريق، حيث تمّ إخراجُهم قبل الاعتداء وتمّ القبض على بعض المشتبه بهم وجار التحقيق معهم، وفقًا لبوابة الأهرام· كما ذكرت (الجزيرة مباشر مصر) أن مقرّ حملة شفيق بالدقهلية قد احترق أيضًا· من جانبه، أكّد (اتحاد شباب الثورة) أنه لا علاقة له بحريق مقرّ الفريق أحمد شفيق، متّهمًا (الطرف الثالث) بالوقوف وراء الحريق· كما أصدرت الحملة الرّسمية للدكتور محمد مرسي بيانًا نفت فيه أيه صلة لها بحريق مقرّات أحمد شفيق· وجاء في نص البيان: (أوردت بعض الجهات الإعلامية نبأ حرق مقرّ المرشّح الرئاسي أحمد شفيق في الدقي ونسب عدد من هذه الوسائل من حرقوا هذا المقرّ لحملتي الدكتور محمد مرسي والسيّد حمدين صباحي وتعلن الحملة أنه لا علاقة لها بما حدث لمقرّ حملة السيّد شفيق من قريب أو بعيد)· وأهابت (الحملة بوسائل الإعلام تحرّي الدقّة فيما تنشره عن حملة الدكتور مرسي والتواصل مع المركز الإعلامي قبل نشر أيّ أخبار بلا مصادر موثّقة)·