طالبت (جبهة علماء الأزهر) الشريف الشعب المصري بتحكيم شرع الله في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المصرية بين الدكتور محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق، المقرر إجراؤها يومي 16 و 17 من الشهر الجاري، في إشارة إلى ضرورة انتخاب مرشح جماعة الإخوان المسلمين. وحذرت الجبهة المصريين من العودة إلى نظام الحكم السابق الذي أدى إلى مايسمى بالمأساة التي حلَّت للشعب المصري وممارسة كافة صنوف الضغط والذل والهوان عليه. وفي إشارة إلى عدم رضاها بالأحكام القضائية المخففة الصادرة على مبارك وعصابته، قالت الجبهة فى بيان لها: (إنه وبعد أن قام وزن الحكم فينا على القبيح المنكر، حتى أصبح المعروف فينا منكرا والمنكر معروفا، وبُرِّئ المجرم واتهم البريء، وخُوِّن الأمين واؤتمن الخائن، وصار للظلم بالقانون حصانة كاذبة يريدون بها مزيد هوان لنا ودوام الذل فينا وذلك بتجريم التعليق على أحكامهم بعد أن ظلموا وبغوا، وبعد أن جرت العبرة فينا بالرذائل والمحرَّمات حتى من سدنة القانون الوضعي ورجاله). وقالت الجبهة فى بيانها إن إعلان هذا الطلب فوق أنه حق من حقوقها وخير ضمانة لاستقرار أوضاعها وسلامة مسيرتها، فإنه شريعة مفترضة عليها، ونداء تُبرئ به ذمتها أمام الله (يوم يقوم الناس لرب العالمين)، وأمام التاريخ حين يسائلها أبناؤها وذراريها لماذا سكتتم على إهانة دينكم ورضيتم بالدون من قوانين أهل البغي والضلال؟ فإن تحكيم الله _ كما يقول شيخنا الغزالي يرحمه الله- جزءٌ من توحيده، وإن تحكيم غيره وإهمال وحيه ضرب من الشرك. وأشار البيان إلى أن الإسلام شريعة ربانية جاءت بتعاليم إنسانية، وأحكام اجتماعية، وُكلت حمايتها ونشرها، والإشراف على تنفيذها بين المؤمنين بها إلى الدولة، أي إلى الحاكم الذي يرأس جماعة المسلمين ويحكم أمتهم، وإذا قصَّر الحاكم في حماية هذه الأحكام لم يعد حاكما إسلاميا، وإذا أهملت شرائع الدولة هذه المهمة لم تعد دولة إسلامية، وإذا رضيت الجماعة أو الأمة الإسلامية بهذا الإهمال، ووافقت عليه لم تعد هي الأخرى أمة إسلامية مهما ادعت ذلك بلسانها). من جهته، أعلن كريم عامر، رئيس (اتحاد الملحدين المصريين) والمسجون السابق بتهمة سب الإسلام، تأييد الفريق شفيق في انتخابات الإعادة، وأكد أنه الوحيد القادر على التصدي لمن أسماهم ب(الإخوان الظلاميين). وأضاف عامر على صفحته الشخصية صورة لبطاقة التصويت البريدي في السفارة المصرية في بولندا، ويظهر فيها تصويته لشفيق وكتب فيها: (صوتي لشفيق حتى أمنع تحويل مصر إلى دولة (إرهابية متخلفة) على يد من (الإخوان المجرمين)، وساهمتُ بصوتي في محاولة مضنية لمنع تحويل مصر إلى أفغانستان جديدة على يد (الإخوان المجرمين) صوتي لشفيق)، على حد قوله. ويعرف (أحمد شفيق) بأنه مرشح (الفلول)، حيث كان من مسئولي نظام الرئيس المخلوع، واختاره مبارك رئيسًا للوزراء إبان اندلاع ثورة 25 يناير، فعُرف بأنه كان آخر رئيس وزراء للمخلوع. ويؤكد كثيرٌ من المراقبين بأن حملاته الانتخابية مدعومة من قبل جهاز أمن الدولة المُحل، وقيادات الحزب الوطني المُحل. وقد رصد نشطاء اجتماعات لقادة من الحزب الوطني المحل تدعو لدعم شفيق؛ الأمر الذي يرجح فرضية أن شفيق سيعيد استنساخ نظام مبارك، بحسب مراقبين. وكان شفيق قد صرح لفضائية (سي تي في) القبطية بأنه سوف يضيف بعض السطور من الإنجيل أو التاريخ القبطي مثله مثل الآيات القرآنية في المناهج الدراسية حتى يكون الطالب على دراية بالدين الإسلامي والمسيحي أو يُحذف كلاهما من المناهج. وسبق أن جرى على لسان شفيق في أحد الحوارات التليفزيونية قوله: (للأسف، الثورة نجحت)، وهي الإشارة التي اعتبرها كثير من المصريين عداءً واضحًا للثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك. وكان عددٌ من العلماء قد حرم التصويت لمرشحي الفلول، حيث أفتى الشيخ نصر فريد واصل بحرمة التصويت لأحمد شفيق، كما وافقه في ذلك الدكتور يوسف القرضاوي، وعدد من أساتذة الأزهر، وعمداء الكليات الشرعية.