تعرف ولاية الشلف الكثير من الأولياء الصالحين وانتشار عادات وتقاليد في كل منطقة من مناطقها الداخلية وأهم ميزة لدى سكان هذه الولاية مكانة الأولياء الصالحين في قلوبهم بالخصوص الوالي المشهور وهو (سيدي أمعمر بومكحلة) المعروف في تيسير الزواج للفقراء والمعوزين بهذه الولاية، وبالأخص في منطقة تنس التي تبعد بحوالي 53 كلم عن عاصمة الولاية. الزواج في مدينة الشلف على طريقة سيدي امعمر لا يكلف مثقال دينار المهم هو إكمال نصف الدين، الوالي الصالح سيدي امعمر يعرف بتسهيل وتيسير الزواج على المعوزين من أبناء المنطقة، مهر المرأة في عرف سيدي امعمر عبارة عن قطعة من الذهب لا غير، ففي هذا العرف يتوجب على الخطيب أن يشتري الهدايا لخطيبته غير أنه لا يسلمها لها بل يحتفظ بها إلى غاية يوم الزفاف، لكن سكان تنس أكدوا أن هذه العادة بدأت تتراجع في أيامنا هذه ترتدي العروس ملابس خاصة بالزفاف، (القمجة) المكونة من قطع من القماش مربوطة ببعضها البعض ويشترط أيضا أن تتولى عجوز بإلباسها إياها، بينما يقوم أهل العريس بإرسال العشاء وكمية من الدقيق والكبش والخضر والفواكه إلى أهل العروس وذلك قبل أربعة أيام من الزفاف، يوم الزفاف في عرف سيدي امعمر هو يوم الأربعاء حيث ترتدي العروس في هذا اليوم (القمجة) غير مخيطة تضم قطعها بعضا إلى بعض بخيط من الصوف ويشترط أن يهدى هذا اللباس إلى العروس من قبل أحد الأقارب وأن يكون من أتباع طريقة سيدي معمر، أما الحزام الذي يشد به على وسط المرأة ف (يسبّع) سبع مرات حولها، بالإضافة إلى قراءة بعض القراءات والتعاويذ. كما يمنع على العروس في هذا العرف أن تتجمل وأن تضع بعض المساحيق أو شيئا من مواد التجميل ويمنع عليها أيضا وضع الخاتم أو الحلي والمجهورات، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الملابس الزائدة من الأزرار والملفوفة حول صدرها يشكل بها كيس توضع به كميات من الحلوى اللوز والسكر، حيث تلقي بها العروس إلى الحضور من الضيوف الذين ينتظرون خارج البيت فيتسارعون لالتقاط الحلوى. وقبل أن تخرج العروس من بيت أهلها يؤتى بجلد خروف ويوضع على الأرض بشكل مقلوب توضع فوقه قصعة أو ما تسمى عند البعض (الجفنة) تجلس فوقها العروس لكي تربط لها الحنة من طرف النساء في يديها ورجليها ويشترط أن تخرج من بيت والدها إلى بيت زوجها حافية القدمين، وبالموازاة مع ذلك يتم إشعال الشموع. والمثير في حفل الزفاف على طريقة سيدي معمر على عكس ماهو معمول به اليوم في مختلف أنحاء الجزائر أن يتوجه موكب السيارات الفخمة ومن أحدث طراز وتكون في غالب الأحيان إما سيارة مرسيدس أو (التوارف) لأخذ العروس إلى بيت عريسها وسط زغاريد النسوة والأغاني وفرقة الزرنة، بالإضافة إلى آلات التصوير وكاميرات الفيديو لتصوير هذا اليوم السعيد.