يعاني سكان بلدية الدهاهنة 90 كلم أقصى شرق ولاية المسيلة، والبالغ عددهم أكثر من ثمانية آلاف نسمة، واقعا مزريا جراء افتقارهم لأبسط ضروريات الحياة الكريمة التي من شأنها أن تساعد على استقرارهم وتثبيتهم وأن ترفع عنهم الغبن. بلدية الدهاهنة هي إحدى البلديات النائية الواقعة بأقصى شرق الولاية، وكانت في وقت قريب مسرحا لمختلف العمليات الإرهابية زمن العشرية السوداء، حيث عانى سكانها الأمرين، ويقول بعض السكان ل " أخبار اليوم "أن بعض المسؤولين لم يقدموا أي خدمة من شأنها أن ترقى بمستوى الإطار المعيشي، كما أضافوا لنا " أنهم لا يرونهم إلا زمن المناسبات، خصوصا تلك المتعلقة بالإنتخابات، ثم سرعان ما يغيبوا طويلا ". وبالرغم من أن طبيعة المنطقة رعوية وفلاحية، وهو يعتبر مصدر رزق سكان المنطقة، إلا أن هذا القطاع لا زال يعاني الكثير من الصعوبات، فمختلف مشاريع الدعم الفلاحي لاقت فشلا ذريعا نتيجة العديد من المشاكل، أبرزها نقص مياه السقي بفعل ندرة المياه الجوفية، الأمر الذي أدى إلى إتلاف مساحات زراعية معتبرة، إلى جانب ذلك يعاني الفلاحون من انعدام الكهرباء الريفية لتغطية هذه المحيطات الفلاحية، من جانب آخر، تتوفر المنطقة على عدد معتبر من رؤوس الماشية، إلا أن المربين لازالوا يشكون غلاء سعر العلف في ظل حالة المضاربة بالأسواق نتيجة سوء التوزيع الحاصل على مستوى مؤسسة توزيع أغذية الأنعام. وفيما يتعلق بقطاع الري والتهيئة العمرانية، تعرف بلدية الدهاهنة ضعفا كبيرا، فشبكات توصيل مياه الشرب لم تعرف عمليات توسعة منذ سنوات أمام حالة التوسع العمراني، إضافة إلى وضعية الطرقات والممرات بالمدينة، حيث تشهد حالة من الاهتراء نتيجة كثرة الحفر، وهو ما يعوق حالة المرور، الأمر الذي يستوجب إعادة تعبيدها بعدما زالت طبقات الزفت عنها جراء تأثير مختلف العوامل الطبيعية. على صعيد آخر تعاني المنطقة من ضعف كبير في الخدمات الصحية، وذلك لانعدام وحدة متعددة الخدمات الصحية، أمام وجود مركز صحي تنعدم به مختلف التجهيزات الطبية، ومن ذلك انعدام الأدوية الضرورية ومختلف أجهزة الكشف بالأشعة، ناهيك عن انعدام الإطار الطبي، الأمر الذي دفع بسكان الجهة لنقل مرضاهم، بما في ذلك الحالات المستعجلة، ليلا إلى مستشفيات المدن المجاورة.