تخضع العديد من النّساء الحوامل المحوّلات إلى مصلحة الولادة بمستشفى محمد بوضياف بالمدية من داخل وخارج إقليم لاية المدية لأزيد من عامين، لعمليات قيصرية تصل في بعض الأحيان إلى حدّ الوفاة، وهذا حسب حالة كلّ امرأة وهي على وشك الولادة. وقد تضاعفت هذه العمليات وبشكل ملفت للنّظر منذ بداية الشهر الفضيل إثر عملية إحصائية قامت بها مصالح متابعة لهذا الملف، أين سجّلت 500 حالة خلال السداسي الأوّل من السنة الجارية. ولقد اضطرّت الأمّهات اللواتي وضعن مواليدهن حديثا، حسب هذه الجهة المهتمّة بهذا الشأن إلى وضع أبنائهن وبناتهن وفق هذا المنطق الحتمي في ظلّ الازدحام الذي أصبحت تعرفه هذه المصلحة التي ما تزال لصيقة بهذه المؤسسة الاستشفائية العمومية، في إطار عدم أهلية بعض عيادات الولادة في بعض دوائر الولاية للتكفّل بهنّ لصعوبة حالاتهن أو تأخّر توقيت الوضع. الجحيم يطارد النّساء الحوامل في مصلحة التوليد من بين التأثيرات النّفسية الناتجة عن هذه الأوضاع الكارثية أثناء الولادة تبدي بعض النّساء الحوامل ممّن أنجبن في هذه المصلحة حالة من القلق نظير تكبّدهن معاناة كبيرة طيلة إقامتهن في أجنحتها في مجال التكفّل بالغازات والفضلات الناجمة عن التخدير والعمليات الجراحية بسبب تأخّر الولادة عن وقتها المحدّد من طرف الطبيب المعالج أو القابلة في ظلّ محدودية الولادة الطبيعية. هذا، وفيما رفعت وزارة الصحّة والسكان تحدّي التخفيف من عدد الولادات القيصرية حفاظا على صحّة الأمّ والجنين معا، وفي ظلّ محاولة المسؤولين على هذه المؤسسة توسيع أجنحة هذه المصلحة، يرى بعض المختصّين أنه يجب على هذه الإدارة أن تتحلّى بنوع من الصرامة في أنسنة العلاقات بين المريضات والطاقم الطبّي وشبه الصحّي بتدارك النّقص في مجال الرعاية النّفسية والتكفّل بالمريض خلال فترة علاجه وتغيير طريق معاملته بما يكفل لهنّ حقهن في جانب الاحترام، وحتى تسترجع هذه المصلحة قيمتها من فضاء الفرحة بالمولود وليس مكانا للغضب والحسرة لدى ملائكة الرحمن. والملاحظ أنه في حال بقاء هذا الوضع المشين مخيّما على نفسية الحوامل، فإن النّساء الحوامل يناشدن السلطات المحلّية والوصاية على حّد سواء الإسراع في إنجاز مشروع عيادة عمومية للتوليد تتوفّر على كلّ الشروط والظروف الصحّية حسب المقاييس الساري بها العمل، كالاستقلالية التامّة عن باقي الأقسام، وكذا بالنّسبة لطبّ الأطفال للتخلّص بشكل نهائي من مشكلة الازدحام الملاحظ ومن كلّ الجهات، وضعف الأسرّة والتكفّل الأنجع بهن تفاديا لمثل هذا النّوع من الولادات القيصرية الخطيرة والتقليل من حدّة غضب هذه الفئة المحوّلة من كلّ تراب الولاية، بمن في ذلك القادمات من ولايات الجلفة والبويرة وعين الدفلى في ظلّ بقاء بعض المصالح بالدوائر كهياكل بدون روح.