مرت أيام على بداية الشهر الفضيل شهر الخير والعطاء ومرّت معها حلقات من البرامج الرمضانية المعروضة على مختلف القنوات التلفزيونية الدينية منها والمنوعة، والتي راهنت قبل حلول رمضان على عدد من البرامج خاصة تلك التي تعرض بأجزاء ومن اهم هاته البرامج برنامج خواطر 8 للداعية الشاب الأستاذ أحمد الشقيري والمعروض على عدد من القنوات مثل قناة الرسالة وأم بي سي، البرنامج الذي انطلق قبل ثمان سنوات وحقّق نجاحا كبيرا في العالمين العربي والإسلامي فبعد أن جال الشقيري عبر مختلف دول العالم في الأجزاء الماضية كاليابان وتركيا والدول الاسكندنافية من أجل إصلاح المجتمعات العربية هاهو يرفع شعار فعل الخير والتطوّع هذه السنة. كان البرنامج قد حقق أعلى نسبة مشاهدة العام الماضي في نسخة البرامج الدينية عبر شاشة الأم بي سي ليواصل الداعية السعودي إنجازاته التي تصب كلها في محاولة الوصول إلى مجتمع راق متدين ذو صبغة إسلامية كما تدور فكرة البرنامج حول أهمية الشباب في بناء الامة من خلال العلم والعمل الجاد لذا فإن البرنامج عبر مختلف أجزائه حاول أن يعرض تجارب الرقي والتحضر للمجتمعات الغربية والآسيوية كاليابان وكذا تجارب إسلامية رائدة كتركيا إضافة إلى التذكير بتاريخ المسلمين المجيد، وبعد هذا كله وصل الأستاذ الشقيري إلى أهمية العمل الخيري في بناء المجتمعات من خلال دور المجتمع المدني من نواد خيرية وجمعيات غير ربحية ومؤسسات شبابية، والتي تدعم تطور المجتمعات وتزكي دور الحكومات ويلاحظ المتابع للبرنامج تركيز الأستاذ على العمل الجدي والمتواصل للوصول إلى هدف معين وكانت الحلقات الأولى قد حققت نسب مشاهدة ممتازة من خلال صفحة البرنامج على الفايسبوك واليوتيوب وقد دارت حول العمل الجمعوي لفرق من مختلف دول العالم العربي كمصر، الأردن، المملكة العربية السعودية وحتى بعض الدول الإفريقية ككينيا وأوغندا التي قام فيها بعضا لمتطوّعين العرب تحت قيادة فريق خواطر ببناء مدارس وبيوت وحتى مستشفيات متنقّلة بهذه المناطق الفقيرة من أجل تشجيع السياحة النوعية أو التطوّعية. كما ظهرت بفضل البرنامج نواد خاصّة وجديدة لشباب متطوعين في مختلف المجالات كترميم البيوت، التبرّع بالدم، توصيل المياه وحتى الرعاية الصحية إّذ تنافست بعضا لفرق في بعض الدول على إدخال السرور على قلوب عمال مهاجرين كما تنافس البعض في تزيين أسطح العمارات لإضفاء مظاهر جمالية على المدن العربية ليضرب الأستاذ المثل كل مرة بالدول الغربية المتحضرة بفضل أكتاف وهمم شبابها، كما يلمس المتابع حماسا كبيرا للشباب المشاركين في العمل التطوعي والرغبة الجامحة في فعل الخير ولم يتوقف عمل الأستاذ أحمد الشقيري على البرنامج بل وشمله إلى موقع الكتروني يحتضن أفعال الخير العربية للشباب المتطوع من خلال إتاحة الفرصة أمامهم لإنشاء جمعيات ونواد خيرية في مختلف المجالات لتحقق هذه الأخيرة نجاحا كبيرا في كل الدول العربية بما فيها الجزائر. ولأن شهر رمضان هوشهر العطاء والتطوّع فإن مثل هذه البرامج تلاقي متابعة كبيرة كما تحتاج هذه الأعمال إلى سند وشريك إعلامي حقيقي يتابعها ويدعمها من خلال فتح الفرصة امام الكثيرين ممن يودون فعل الخير ولكن تحول المجتمعات المنغلقة دون إبداعاتهم وأفكارهم، ليكون هذا البرنامج التلفزيون فرصة امامهم تدعمهم وتشجعهم على العمل الجاد والمتقن والذي يرفعه الاستاذ الشقيري تحت شعارإحسان للتغيير الإيجابي دون انتظار دور الحكومات والمؤسسات العمومية فقد تكون عملية تنظيف حي أو إطعام عوائل وأسر أوحتى ترميم بيوت عمليات لا تحتاج إلى حكومات وبروتوكلات وزارية إذا أتيحت الفرصة للشباب لفعل الخير.