يشتكي كثير من الصائمين من مشكلة انتفاخ البطن، والآلام الكبيرة على مستوى المعدة، بالإضافة إلى الحرقة أو الحموضة، وغيرها من المشاكل الهضمية التي تحدث نتيجة لإفراطهم في تناول الكثير من الأطعمة والوجبات عند الإفطار، وكذا المشروبات المختلفة والحلويات وغير ذلك، وعليه فقد لجأ البعض إلى عدد من الأدوية التي تحارب الانتفاخ، وبوجه أخص إلى بعض الأعشاب الطبية، لاسيما الشيح، والزعتر، والنعناع، وغيرها من الخلطات العشبية الأخرى، التي من شأنها مساعدة الصائمين على تجاوز مشاكلهم مع كميات الأكل الكبيرة التي يتهافتون عليها بمجرد حلول أذان المغرب. ولعل من الأخطاء التي يرتكبها الصائمون الإفراط في تناول الماء ومختلف المشروبات في بداية الإفطار مما يسبب إرباكا لعملية الهضم ويساهم في امتلاء المعدة وتخفيف العصارات المعدية الهاضمة، خاصة حامض الهيدروكلوريك الذي يلعب دورا مهما في عملية الهضم، ويعمل كخط دفاعي مهم للجسم، حيث يقتل معظم الميكروبات والجراثيم. كما أن المواد المنبهة في بداية الإفطار تؤدي إلى تنبيه الجهازين الهضمي والعصبي. بالإضافة إلى تناول التوابل والمواد الحارة التي تسبب التهاب جدار المعدة الخاوية، مع تناول وجبة الإفطار دفعة واحدة، والمفروض أن يكون هناك فاصل زمني وتسلسل بحيث يبدأ الصائم بشرب الماء مع التمر ثم كوب العصير. وبعد صلاة المغرب يتناول وجبته الرئيسية التي يجب أن تكون متكاملة بحيث تحتوي على جميع العناصر الغذائية، لكن بدون إفراط. ويخطىء الكثيرون أيضا بتناول فواتح الشهية بكثرة، كالمخللات وغيرها من الأصناف التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح الذي يؤدي إلى الشعور المستمر بالعطش وعدم الارتواء، بالإضافة إلى أنها من العوامل المساعدة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، فيما يمكن الاستعاضة عن المخللات بأكل السلطة والخضر والأغذية الطازجة لغناها بالعناصر الغذائية المفيدة. ولأن السهرات الرمضانية لا تكتمل بدونها، فبعض الصائمين يسرفون في تناول الحلويات والسكريات كالكنافة والقطايف والفطائر، مع أنه من الأفضل البدء بالتمر والرطب لاحتوائهما بشكل خاص على النشويات والسكريات البسيطة سهلة الهضم والامتصاص والتي تعمل على رفع مستوى سكر الدم بسرعة مما يؤدي إلى تهدئة مشاعر الجوع بسرعة. إلى جانب ذلك، فمن أهم الأخطاء الإكثار من تناول الطعام في السحور، خوفا من الشعور بالجوع في اليوم التالي، ثم التوجه مباشرة للنوم مما يعطي فرصة أكبر للإصابة بالسمنة، ووجبة السحور مهمة بلا شك ويجب أن تحتوي على مختلف العناصر الغذائية، لكن مع الحرص على الاعتدال في تناولها وان يكون هناك فاصل زمني قبل التوجه للنوم. ونتيجة لكل ما سبق، فإن بعض الصائمين صاروا يبحثون على الحلول لدى العطارين وباعة الأعشاب الطبية، من أجل الحصول على خلطات يشربونها لمحاربة الإحساس بالانتفاخ والتخمة، والدوار، وغير ذلك من المشاكل والاضطرابات الهضمية التي صار يعاني منها الكثيرون، ونحن في الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل.