تميزت العديد من شوارع ومدن العاصمة بحركية كبيرة، وهذا مباشرة بعد انقضاء شهر رمضان الكريم، حيث عادت أجواء العطلة لتميز مختلف أرجاء البلاد، وهو ما جعل العديد من الشواطئ تعرف إقبالا كبيرا، خاصة وأن هذه الأيام تشهد ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، ما دفع الكثير من المواطنين إلى تغيير وجهتهم إلى شواطئ البحر، خاصة من طرف الشبان، الذين وجدوا فيها الملاذ الذي يقيهم من درجات الحرارة المرتفعة. وبما أنه لا يفصلنا عن موعد الدخول المدرسي إلا أسبوعان فقط، فإن العديد من الأسر قررت الاستفادة من هذه الأيام المتبقية بالذهاب في جولات متكررة إلى شواطئ البحر، تعوضهم عن الثلاثين يوما التي قضوها في الصوم والعبادة والاستغفار، والتي أرهقتهم نظرا للظروف القاسية، من درجات حرارة مرتفعة، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة للكهرباء والماء التي عايشوها طيلة شهر كامل. فحتى وإن كانت معظم شواطئ البحر متاحة للعديد من الجزائريين خلال ليالي رمضان، حيث شهدت العاصمة العديد من السهرات العائلية، على شواطئ البحر المختلفة، إلا أن هذا لم يمنع الكثير من المواطنين من الإقبال عليها بعد انتهاء رمضان بصورة جنونية، وهذا حرصا منهم على تعويض ما فاتهم، والاستلقاء تحت أشعة الشمس الحارقة، فبإجماع العديد منهم ليس هناك أفضل من ساعات النهار للاستجمام وزيارة البحر، وأيضا كسب السمرة التي يبحث عليها أغلب الناس وتحلم بها العديد من الفتيات، في موسم الصيف. ومن خلال الحديث الذي جمعنا ببعض المواطنين، أجمع الكثير منهم بأنه لا توجد فرحة تضاهي الفرحة بعودة أجواء العطلة بعد شهر كامل من الصيام، كان بشهادة الجميع من أصعب الشهور منذ سنوات طويلة. وعليه يقول إسماعيل، الذي جاء من فرنسا خصيصا ليصوم رمضان، رفقة أفراد عائلته الذي لم يراهم منذ عدة سنوات، كما أنه اشتاق إلى أجواء رمضان في البلاد، ليضيف أنه كان ينوي العودة مباشرة بعد انتهاء رمضان، غير أنه قرر في آخر لحظة تمديد عطلته، وهذا من أجل عشقه الكبير لزرقة شواطئ العاصمة، التي لم يتمتع بها في شهر رمضان، إلا في بعض المرات التي قصدها فيها، وكانت ليلا رفقة البعض من أصدقائه، ليعقب أنه لا شيء يضاهي زرقة الشواطئ الجزائرية، لذا فإنه لا يوجد شيء يمنعني من مواصلتي عطلتي والاستمتاع بهذه المناظر الخلابة. من جهتها تضيف سهام، بأنها أجلت عطلتها السنوية إلى ما بعد العيد، وهذا كي لا تفوت عليها فرصة الاستجمام وزيارة البحر، وعليه قامت رفقة أفراد عائلتها باستئجار شقة بولاية جيجل، وهذا للاستمتاع بجمال وسحر شواطئ هذه الولاية الرائعة، لتضيف بأنها ظلت تعمل طيلة شهر رمضان، وأحسن جائزة لصبرها هي قضاء بضعة أيام في الراحة والاستجمام، وكذا الابتعاد عن أجواء العمل المملة، وكل مظاهر التعب والإرهاق، التي رافقتها طيلة شهور عدة. أخيرا، وبرغم دنو موعد الدخول المدرسي والاجتماعي الجديد، إلا أن هذا لم يمنع الجزائريين من الاستفادة من عطلتهم الصيفية، إلى آخر يوم منها.