تتداول بين اغلب الجزائريين خلال الشهر الفضيل عبارة "صح فطورك" وهي في اللغة تعني إفطارك بالصحة والهناء ولطالما تلتصق العبارة بأفواه جل الجزائريين طيلة الشهر الكريم ويلتزمون بها، بحيث يتبادلها الأصدقاء والأحباب والموظفون فيما بينهم في المؤسسات لحظة مغادرة المكان الذي كان يجمعهم، فهي عبارة طيبة تقترن بأيام رمضان خاصة، بحيث لا تفترق الصديقة عن صديقتها ولا الصديق عن صديقه إلا بعد التلفظ في الأخير بتلك العبارة التي يهوى الصائم سماعها. ------------------------------------------------------------------------ ويرى الكثيرون أنها تقترن أكثر بالفترة المسائية أو بعد الإفطار والحاصل أن هناك من يطلقونها في الصباح الباكر، ذلك ما يزعج بعض الصائمين في الساعات الأولى من افتتاح اليوم الجديد، ويرون أن إطلاق العبارة لا يتوافق مع الفترة الصباحية بل هو اقرب بكثير إلى الفترة المسائية وكذا قبيل الإفطار وبعده. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول النقطة المثارة والتي حملت العديد من التعليقات في الأماكن العمومية بالنظر إلى عدم توافقها مع زمن التلفظ بها لاسيما في الفترة الصباحية. يقول السيد إسماعيل "عبارة صح فطورك تتداول كثيرا بين الجزائريين واقترنت بالشهر الفضيل وهي عبارة طيبة يسمعها الصائم قبيل الإفطار أو بعده من الأصدقاء والمعارف الذي جمعه اليوم معهم، لكن من غير المنطقي إطلاقها في وقت مبكر من اليوم الرمضاني، ذلك ما دأبنا على سماعه على مستوى حافلات النقل وغيرها من الأماكن العمومية مما لا يتوافق نوعا ما مع طبيعة العبارة بالنظر إلى الوقت الكبير الفاصل بيمن الفترة الصباحية ووقت الإفطار خاصة في هذه السنة"، وقال انه شخصيا لا يطلقها على أصدقائه ومعارفه إلا في الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار ويفضل ذلك بدل التلفظ بها في الصباح الباكر ذلك ما لا يتوافق مع الفترة الصباحية كون أن الكثيرون ينزعجون لذلك أولهم هو. أما سندس فلم توافقه الرأي وقالت "بالفعل هناك الكثير من التعليقات التي تلي إطلاق احدهم عبارة "صح فطورك" باتجاه صديقة في الفترة الصباحية قبل مفارقته، وقالت أنها لا ترى أي حرج في ذلك فربما الاثنان لن يلتقيا منذ تلك اللحظة إلا أن الجميع يسارعون إلى إطلاق تلك التعليقات، فهذا يقول "صح فطورك مع الصباح" والآخر يبين حيرته، وأضافت: أين الإشكال في ذلك فكل واحد حر في أفعاله وتصرفاته مادام لا يؤذي الآخرين، وقالت أن ذلك يدخل من باب انشغال البعض بما يفعله البعض الآخر، للانطلاق بعد ذلك في تلك التعليقات الفارغة والساخرة من الغير، فغير اللائق هو ذلك التصرف وليس التصرف الأول. وهناك من رأوا انه لا حرج من إطلاق العبارة في أي وقت إلا أنهم تمسكوا بعدم توافقها مع الساعات الأولى من الصباح الباكر، ورأوا انه من الأحسن أن تحل محلها في الفترة الصباحية عبارة "صح صيامك" التي توافق أي فترة. وبين مؤيد ومعارض يبقى الكلام الطيب جميل في كل وقت وحين، مادام انه يخلو من الألفاظ الجارحة والبذيئة.