أعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة طاهر النونو أن رئيس الحكومة إسماعيل هنية بحث مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل في القاهرة قضايا مهمة وتفصيلية وعملية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. أوضح النونو أن المباحثات تركّزت على إعمار غزة والحصار المفروض وأزمة الكهرباء، مؤكدًا أن الاجتماع اتسم بأنه إيجابي. وقال طاهر النونو: (هذه اللقاءات ستتواصل لتنفيذ ما تم مناقشته وبحثه بين رئيسي الوزراء خصوصًا في ظل وجود نوايا إيجابية لدى القيادة المصرية). إلى ذلك، ذكر مصدر قريب من الاجتماع أن الطرفين بحثا إمكانية إقامة منطقة تجارية حرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر بما يضمن إغلاق الانفاق المنتشرة على طول الحدود. وصرح النونو بأن هنية حذر خلال اللقاء من المخاطر المحدقة بالقدسالمحتلة والمسجد الأقصى وما تتعرض له مدينة القدس من انتهاكات إسرائيلية متواصلة. جديرٌ بالذّكر أن استطلاعًا للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة كشف أنه في ظل الأجواء الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية ترتفع نسبة التقييم الإيجابي لأوضاع القطاع، ولأول مرة منذ الانقسام في عام 2007 تقول نسبة أكبر من الفلسطينيين إن أوضاع القطاع أفضل من أوضاع الضفة. يقول المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في نتائج استطلاعه الحديث إنه (يأتي الربع الثالث من عام 2012 بأخبار سيّئة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حيث ينهار التقييم الإيجابي للأوضاع لمستوى غير مسبوق وينهار معه التقييم الإيجابي لأداء حكومة فياض). وقد جرى الاستطلاع في الفترة ما بين 13 - 15 سبتمبر 2012، وهي فترة شهدت موجة من الغلاء وخاصّة في أسعار الوقود تبعتها تظاهرات احتجاج واسعة في الضفة الغربية ابتدأت في مطلع سبتمبر ولم تهدأ إلا بعد تراجع حكومة فياض عن رفع أسعار السولار والغاز. وأثار التقارب المسامر بين قيادة حماس والقيادة المصرية الجديدة حفيظة السلطة الفلسطينية، حيث انتقد صالح رأفت -عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- رئيس الوزراء المصري د. هشام قنديل لاستقباله رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية، واعتبر أن لفلسطين رئيساً واحدًا هو الرئيس محمود عباس ورئيس وزراء واحد هو الدكتور سلام فياض، واصفًا إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة غزة ب (المتمرّد على الشرعية)، على حد زعمه. وقال رأفت: (إجراء محادثات سياسية وأمنية واقتصادية مع وفد إسماعيل هنية يرسل رسالة خاطئة لقيادة حماس في قطاع غزة، مما سيشجعها على استمرار التنكر والتنصل النهائي من اتفاق القاهرة للمصالحة الفلسطينية وإعلان الدوحة، والاستمرار في سياستها وإجراءاتها لإقامة ما وصفها ب"دولة حمساوية في قطاع غزة"، وتحويل الانقسام الحالي إلى انفصال دائم بين (دولة حماس) في قطاع غزة والضفة الغربية، مما سيحقق أهداف رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق شارون باقتصار إقامة الدولة الفلسطينية على قطاع غزة ورميها على مصر الشقيقة، وتكريس الاحتلال "الإسرائيلي" للضفة الغربية" على حسب ادِّعائه. ودعا رأفت في بيان (الإخوة في قيادة وحكومة مصر الشقيقة للتوقف عن إجراء أيّ محادثات مع إسماعيل هنية ووفده لأنه لا يتمتع بأية صفة رسمية وشرعية فلسطينية. وبإمكان القيادة المصرية أن تستقبله بصفته عضوًا في قيادة حركة حماس ضمن وفد حركة حماس الذي يرأسه الأخ خالد مشعل رئيس حركة حماس والذي يقوم الآن بزيارة رسمية لجمهورية مصر العربية)، على حسب قوله.