تنتظر أكثر من 468 عائلة بالحي القصديري الوئام التابع لبلدية عين النعجة، استفادتها من عملية إعادة إسكان في الأيام القليلة القادمة، حسبما وعدت به من طرف السلطات المحلية، بالنظر إلى الحالة المزرية التي يغرق فيها هذا الحي خاصة من ناحية تدهور أغلب الأكواخ بالإضافة إلى انتشار مظاهر العنف والشغب وحتى الاعتداء في الفترة الأخيرة مما خلق حالة فوضى وهلع بين العائلات. تجددت مظاهر العنف والشغب في منطقة عين المالحة بعين النعجة والتي تزامنت مع الدخول المدرسي، حيث وصلت أعمال الشغب حتى المؤسسات التربوية، وحسب إحدى القاطنات بهذه المنطقة فإن حالة الهلع والذعر تسكن العائلات التي باتت تخاف من إرسال أبنائها للمدارس خوفا عليهم من التعرض للاعتداء أو حتى الضرب ولو كان من غير قصد، فالمنطقة تحوّلت إلى ساحة للمعارك بين المرحلين من منطقة الكاريار وبين سكان الحي القصديري الوئام في عين النعجة، بسبب غضب سكان البيوت القصديرية من التهميش والإقصاء الذي تعرضوا له من خلال عدم استفادتهم من عملية إعادة الإسكان، مع جلب عائلات من منطقة أخرى لسكنات جديدة بمنطقتهم على حسابهم، فهذه العملية التي مضى عليها أكثر من عام لا زالت آثارها راسخة في نفوس سكان الأحياء القصديرية، على الرغم من التأكيدات المستمرة من السلطات المحلية بشأن استفادتهم من سكنات في أول برنامج سكني، إلا أن الحالة الكارثية التي تغرق فيها الأحياء القصديرية بعين النعجة لا تحتمل خاصة حي الوئام، الذي انهارت أجزاء كثيرة من بيوتهم خلال التقلبات الجوية الماضية في بداية السنة الجارية أين امتدت السيول للتسرب حتى داخل الأكواخ، حيث أمضت الأسر في هذا الحي ليالي بيضاء في العراء بعد أن هربت من الموت الذي طاردها في هذه السيول التي جرفت الكثير من حاجياتها، ورغم عملية الترميم التي ساهمت بها السلطات المحلية لهذه البيوت عقب هذه الكارثة الطبيعية التي تضررت منها أكثر من 400 عائلة، إلا أنها لم تكن كافية لصد ومقاومة الأمطار التي حلت مبكرا هذا العام، قبل أن يتم إنقاذ هذه العائلات من الجحيم الذي تغرق فيه وسط أكواخ متدهورة بصفة كلية وطرقات تغرق في الأوحال والحفر، وغياب أدى شروط الحياة الضرورية من أنابيب للصرف الصحي، والماء الصالح للشرب والغاز، إلا أن العائلات التي تسكن في هذا الحي منذ أكثر من عشرين سنة تحملت فيها كل هذه الصعاب والحرمان، منتظرة الحلول الميدانية من طرف السلطات المحلية، إلا أن القطرة التي أفاضت الكأس هي مظاهر الانحراف والعنف التي غزت الحي في الآونة الأخيرة، حتى أن بعض العائلات هجرت بيوتها خوفا على أبنائها، بل أن الذهاب إلى المدرسة أصبح محفوفا بالمخاطر في عين المالحة، فالعائلات تجبر على اصطحاب أبنائها إلى مؤسساتهم التعليمية خوفا عليهم من التعرض للاعتداء.. لذا فإن هذه العائلات المقدرة بأكثر من 400 عائلة تطالب بالإسراع في ترحيلها من هذا الحي تنفيذا لوعود السلطات المحلية التي وعدت بإخراجها من هذه المنطقة بسبب حاجتها إليها بسبب أشغال تمديد خطوط الميترو، وهذا قبل حلول فصل الشتاء الذي سيحمل معه حتما الكثير من المعاناة والمآسي لهذه العائلات.. ومن جهة أخرى وحسب مصادر من بلدية جسر قسنطينة فإنه من المنتظر أن تستفيد أكثر من 10 آلاف عائلة تسكن ببيوت قصديرية موزعة على 19 موقعا قصديريا والذين تم إحصاؤهم خلال سنة 2007 وأدرجت أسماؤهم في برنامج ولاية الجزائر للقضاء على البيوت القصديرية والهشة بالعاصمة..