عالجت محكمة الجنح بسيدي أمحمد بالعاصمة، مؤخرا قضية الشاب البالغ من العمر 23 سنة من ولاية معسكر، الذي أوقع بالعشرات من الضحايا اغلبهم من المسنين الذين وعدهم بتسفيرهم إلى البقاع المقدسة. وقد تولى المتهم الدفاع عن نفسه بعد أن امتنع أصحاب الجبة السوداء الذين ملؤا القاعة عن لدفاع عنه، فالمعني الذي ألقي عليه القبض متلبسا بعيد تلقيه مبلغ مقدر ب13 مليون سنتيم من ضحيتين له وهو يحمل في يده جبه سوداء أمام مدخل محكمة سيدي أمحمد، انتحل عدة صفات مكنته من إقناع ضحاياه بصدق وعوده، فقد كان قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية، وقاضي الأحوال الشخصية، والمحامي ذو النفوذ. وقد اعترف المتهم بالجرم المنسوب إليه، مصرحا أنه وحبا في مهنة المحاماة قام بسرقة جبة سوداء من مجلس قضاء العاصمة، ادعى بعدها انه محام، مشيرا إلى أن الإرهاب الأعمى حوله إلى نصاب ومجرم، بعد أن غادر مقاعد الدراسة مرغما بعد تعرض مدرسته إلى الحرق على يد الجماعات الإرهابية، وقد بقي حلم الغدو محاميا يراوده منذ ذاك الحين إلى أن اهتدى إلى فكرة انتحال صفته كآخر حل للتمتع بهذه الصفة، وأضاف المتهم أنه قام أيضا بالنصب على العديد من الأشخاص اغلبهم مسنين أوهمهم بتسفيرهم للبقاع المقدسة لأداء مناسك الحج أو العمرة، بعد انتحاله أيضا صفة قاض بالمحكمة العسكرية، أو قاض ببعض المحاكم المدنية، وهو الشيء الذي جعل الضحايا يضعون ثقتهم فيه، بل ويقدمون له مبالغ مالية معتبرة لقاء وعود منه بتقديم خدمات لهم، منها مناصب شغل راقية، وجوازات سفر أشكل عليهم استخراجها بالطرق العادية، وغيرها من الخدمات التي لم يوف أي منهم. أضاف المتهم خلال مرافعته لصالح نفسه، انه مريض نفسيا و يعالج بمؤسسة استشفائية و أن ما قام به كان خارج عن إرادته، وأنه ضحية حبه لهذه المهنة، وهنا علق ممثل الحق العام رادا عليه، أن فترة العقوبة التي سيقضيها بالسجن عن هذا الجرم، كافية ليدرس وتحقيق حلمه في الحصول على شهادة المحاماة، وفي الوقت الذي توجه المتهم في كلمته الأخيرة إلى جموع المحامين بالقاعة طالبا منهم الصفح، فقد طالب وكيل الجمهورية بتسليط عقوبة خمسة سنوات سجنا نافذا في حقه.