تزامن حلول شهر رمضان هذه السنة على غير العادة مع خروج الكثير من العمال في عطلة تمتد إلى غاية نهاية رمضان، وهو ما أثر بشكل واضح على حركة المرور بالنسبة للمدن الكبرى من ضمنها العاصمة، التي قلت فيها الحركة على مستوى الطرقات والأسواق وكذا محطات الحافلات. * وقد ساعدت موجة الحر الاستثنائية التي صاحبت بداية شهر رمضان على تراجع وتيرة تنقلات الأشخاص سواء إلى مقرات عملهم، أو لقضاء مصالحهم أو حتى لمجرد التسوّق، إذ فضّل الكثير من المواطنين الركون إلى الراحة واختيار أول أيام شهر رمضان للاستفادة من العطلة السنوية، قصد تكريسها للعبادة، وكذا من أجل التمكن من إتمام فريضة الصوم في ظروف ملائمة، بعيدا عن الاكتظاظ وأزمة قلة وسائل النقل، وكذا ضجيج الأسواق، والحرارة الشديدة. * ويبدو أن الظروف الاستثنائية التي يمر بها شهر رمضان لهذه السنة بسبب تزامنه مع فترة العطل، وكذا فصل الصيف، قد ساهمت إلى حد ما في فك الخناق على المدن الكبرى، التي تنفست الصعداء بالنظر إلى قلة الحركة، إلى درجة أضحت الأيام العادية عند اشتداد موجة الحر تشبه إلى حد كبير عطلة نهاية الأسبوع، كما تقلص عدد النقاط السوداء على مستوى الطرقات التي كانت تشكل مصدر إزعاج وقلق كبيرين بالنسبة للسائقين، خصوصا في أوقات الذروة وحينما يتزامن الظرف مع شهر رمضان على وجه الخصوص، بسبب اضطرار كافة المواطنين إلى الالتحاق ببيوتهم في وقت واحد لبلوغ وقت الإفطار. * وظهرت قلة الحركة في جميع عواصم، دوائر وبلديات العاصمة وكذا المناطق المحيطة بها، كما قلّ التردد على الأسواق بشكل ملفت للانتباه، إلى درجة أصبحت تظهر وكأنها مساحات تجارية مفتوحة على الهواء تبحث عن زبائن، بالنظر إلى تنوّع السلع المعروضة من أواني منزلية وخضر وفواكه وكل ما يتعلق بمستلزمات شهر رمضان، مقابل قلة الطلب عليها خلافا لليوم الأول من رمضان، الذي شهد تهافتا على مختلف أنواع السلع المعروضة رغم الارتفاع النسبي للأسعار. * كما أثرت موجة الحر التي ميّزت بداية رمضان على سلوكات الأفراد خلال شهر رمضان، بكيفية أصبحت تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل بضعة سنوات، حينما كانت الطرقات تعج بالمركبات والراجلين، كما كانت الحركة لا تتوقف خلال فترة ما بعد الإفطار، ويبدو أن الخوف من تحمل مشقة العطش، وإتمام ساعات طويلة من الصيام تمتد إلى غاية 16 ساعة تحت درجة حرارة لا تقل عن 32 درجة في أحسن الحالات، جعل شهر رمضان لهذه السنة فرصة للركون إلى للراحة، خصوصا بالنسبة للأسر التي لا تتوفر لديها الإمكانات للتنزه والاستجمام.