الانحراف، البرد والرطوبة هي ما تواجهه 250 عائلة تعيش على أعصابها بالحي القصديري 11 ديسمبر ببلدية عين البنيان بسبب المخاطر التي تحدق بهم من كل جهة، والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة والتي رافقت حياتهم طيلة 50 سنة.. وجدت هذه العائلات بعين بنيان نفسها محاصرة في أكواخ لا تليق بعيش البشر، على مر خمسين سنة احتملت فيها مرارة العيش بين الحفر، دون أن تلتفت السلطات المحلية والمعنية إليهم من أجل انتشالهم من تلك الوضعية الكارثية التي تتفاقم يوميا. والعمل على ترحيلهم إلى سكنات لائقة خاصة أنهم وحسب ما أعربوا عنه في اتصال لهم ب(أخبار اليوم) فالوضع لم يعد يحتمل، في ظل انعدام معنى لحياتهم، ورغم تلك الشكاوي التي تقدم بها هؤلاء المواطنون للسلطات الولائية من أجل النظر في قضيتهم والعمل على إيجاد حل ينهي غبنهم وينجيهم من حياة الذل التي يعيشونها إلا أن هذه الأخيرة لم تبذل أي مجهود فيما يخص تلك العائلات، بل اكتفت بتقديم وعود لدى اقتراب كل حملة انتخابية، دون أن تعرف تلك الوعود طريقا لتجسيدها في الواقع. وعن معاناتهم التي قمنا بتسجيلها عبر أصوات هؤلاء المواطنين أعربوا أنهم ذاقوا مرارة العيش في تلك الظروف والبيوت التي قالوا إنها لا تليق بالجنس البشري خاصة وقد مر عليها عقد من الزمن، فقد شيدت في العهد الكولونيالي على حد تعبيرهم، مما جعلها آيلة للسقوط في أية لحظة، وهو الأمر الذي زاد من مخاوف هؤلاء القاطنين بالحي. وعن شروط الحياة أكد لنا هؤلاء المواطنون أن بيوتهم تفتقر لمياه الشرب مما يجعلهم في رحلة يومية من أجل البحث عن قطرة ماء لدى الأحياء المجاورة والأماكن العمومية، كما تعاني منازلهم من مشكل الرطوبة التي تسببت في تعرضهم لأمراض مزمنة جراءها، زيادة على ذلك فهم محرمون أيضا من الغاز الطبيعي وهو المشكل الذي أرهق كاهلهم وجيوبهم. مشاكل الحي لا تنتهي عند هذا الحد بل تتعدى لتشمل بذلك مشكل الطرقات، باعتبار أن الحي لا يحتوي على طريق رئيسي بل كلها عبارة عن أزقة ضيقة مهترئة تجعلهم في مشقة السير فيها يوميا، وتتأزم أوضاع تلك الأزقة في فصل الشتاء أين تصبح عبارة عن برك للمياه القذرة والأوحال، خاصة في ظل انسداد البالوعات التي قاموا بإنجازها وبطرق عشوائية، مما يؤدي إلى تسرب المياه القذرة وانتشار الروائح الكريهة، وذلك بسبب انتشار الفضلات خارج تلك القنوات. وكباقي البيوت القصديرية التي تصنع ديكور بعض الأماكن بالعاصمة، يعاني حي 11 ديسمبر بعين البنيان من مشكل انعدام الإنارة العمومية الذي أصبح فرصة للشباب البطال من أجل ممارسة كل أنواع الانحرافات في تلك الأماكن في الفترات الليلية، حيث يعتمدون السرقة من أجل كسب قوتهم اليومي والتي يمارسونها بكل الطرق، ناهيك عن تجمعهم في أركان الحي من أجل السهر لساعات متأخرة من الليل في شرب الخمر والتدخين وتعاطي كل أنواع المخدرات. وأمام استمرار معاناة هؤلاء مع تلك الظروف الكارثية والتي جمعت السكان على مطلب واحد والمتمثل في ترحيلهم إلى سكنات تليق بالجنس البشري، بدل تلك البيوت القصديرية الهشة والآيلة للسقوط، التي حوّلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق على حد تعبيرهم، رفع هؤلاء السكان مطالبهم وناشدوا السلطات الولائية بغية التدخل من أجل إنصافهم والعمل على ترحيلهم في أقرب وقت ممكن من أجل تفادي وقوع كوارث خاصة مع فصل الشتاء ..